تستعد رواية "هي والراهب" للروائي السوري محمد تركي الدعفيس، بعد حضورها بمعرضي الشارقة والكويت الدوليين للكتاب، للمشاركة في معرض الدوحة (1/12/2016)، ومعرض بيروت من 1 وحتى 14 ديسمبر، قبل وصولها إلى معرض جدة من 14 حتى 24 ديسمبر 2016. والرواية الصادرة عن دار مدارك، تقع في 180 صفحة من القطع المتوسط، هي الثالثة في مشوار الدعفيس، وتبدو بعيدة بعض الشيء عن الخط الذي انتهجه في روايتيه السابقتين (الرصاصة تقتل مرتين) و(قوافل الريح) اللتين تعرضان للأحداث في بلده سورية، وآلام النازحين إلى المخيمات في الدول المجاورة. ولا تبدو الرواية على الرغم من فضائها المفتوح بعيدة تماماً عن سابقاتها، حيث تبقى آثار الحرب والصراع الديني خلفية لها، لكنها تتعمق أكثر في التركيز على رفض الهالة والقدسية التي تمنح للآخرين بحكم مواقعهم الدينية أو الاجتماعية، مؤكدة على أن زمن القديسين ولى، وأننا في النهاية بشر لنا أخطاؤنا وهفواتنا وسقطاتنا التي قد يُشعل الآخرون الحروب والصراعات لأجل نكرانها أو تكريسها. تتحدث الرواية عن الحب والخيانة، وعن فتاة تراوح بين رجلين كأنها مصابة بانفصام لا يشعرها لحظة بأنها تخون كليهما، متناولة موضوعاتها بسلاسة ولغة شاعرية ثرية ومدهشة، وكأننا أمام قصيدة عذبة تنساب برقي على الرغم من عمق المواضيع التي تتناولها.