لم يمض لقاء الهلال مع ضيفه الأهلي مساء أمس في ملعب الأمير فيصل بن فهد في الرياض هادئاً كهدوء صافرة حكمه السويسري كلاوديو سيركيتا، وانتهى بالتعادل 3/3، بعدما مرت أحداثه سريعة مفتوحة التكتيك أسعدت المتابعين وأحزنت أنصار الفريقين الذين لم يقنعوا بنقطتي تعادل. وكشفت المواجهة حسن الإعداد النفسي لأبناء القلعة الأهلاوية الذين نفضوا غبار الإحباط الذي كانوا عليه قبيل مواجهتهم السابقة مع الوحدة، وواصلوا تعديل مسارهم ونجحوا في العودة أمس على الرغم من تأخرهم بهدف مقابل ثلاثة. وسجل للهلال البرازيلي تياجو نيفيز وعيسى المحياني والروماني ميريل رادوي في الدقائق 8 و47 و56 ليرتفع رصيده إلى 21 نقطة، وتبقت له ثلاثة لقاءات مؤجلة، فيما كان الأهلي الأسبق للتسجيل عن طريق عماد الحوسني في الدقيقة ال(5) ثم قلص وتعادل عبر البرازيلي فيكتور سيموز في الدقيقتين 61 و62 ليرتفع رصيده إلى 11 نقطة. وجدد الفريقان حرصهما على اتباع أسلوب اللعب المفتوح كما اعتادا في مواجهاتهما دائماً، ورفع الأهلي الستار عن هذه المنهجية بواسطة محترفه العماني عماد الحوسني الذي أرسل أول إشارات اللقاء الهجومية بكرة توغل بها داخل منطقة الجزاء الهلالية ولعبها قريباً من القائم الأيسر الهلالي بعد مضي ثلاث دقائق فقط من انطلاق صافرة البداية، قبل أن يعود إلى تأكيد الحضور الهجومي في الدقيقة الخامسة عندما هز الشباك الزرقاء بهدف مبكر بعدما تلقى كرة بينية من البرازيلي واندرسون. ولم يهنأ الأهلي بتقدمه أكثر من ثلاث دقائق، حيث انتفض الهلال ورمى بثقله في الهجوم، وأطلق البرازيلي تياجو نيفيز كرة ثابتة رسمت خطاً جميلاً على الطريقة البرازيلية وانتهت بهدف التعادل بعدما تخطت حارس الأهلي (المهزوز) عبدالله المعيوف ومرت فوق يديه لتهز شباك مرماه. وبدأ الهلال المباراة بخالد شراحيلي في حراسة المرمى، وعبدالله الدوسري ولي يونج بيو وأسامة هوساوي وسلمان الفرج في الدفاع, والروماني ميريل رادوي وتياجو نفيز والسويدي كريستيان ويلهامسون ومحمد الشلهوب وأحمد الفريدي في الوسط, وعيسى المحياني في الهجوم، فيما بدأها الأهلي بالمعيوف في المرمى، ومنصور الحربي وجفين البيشي ومحمد مسعد وكامل المر ومعتز الموسى وتيسير الجاسم وحمود عباس والبرازيلي واندرسون في الوسط, والبرازيلي فيكتور سيموز والعماني عماد الحوسني. وغابت الألعاب الدفاعية والتحرز الكروي في أغلب مناطق الفريقين الخلفية, وكانت شهية اللاعبين للتسجيل عالية، على الرغم من يقظة شراحيلي لكرة واندرسون، والمعيوف لمحاولة عيسى المحياني الذي كاد يعلن تقدم الهلال بعد أن بحثت الكرة عن يده لترتطم بالقائم الأيمن للمعيوف وتتحول ضربة مرمى. وظهر الشوط الأول سريعاً ومفتوحاً، اضطر الهلال خلاله لإجراء تغيير إجباري بإخراج السويدي كريستيان ويلهامسون مصاباً في الدقيقة ال27 ليحل وليد الجيزاني بديلاً له لاعباً مهاجماً ثانياً إلى جوار المحياني، وسط إصرار هلالي على البحث الدائم عن مرمى الأهلي عن طريق العمق, عكس الأهلي الذي بحث دوماً عن الأطراف مستغلاً لعب دفاع الهلال على خط واحد، مركزاً على سرعة التغطية الدفاعية بعد ارتداده الهجومي السريع. وزادت مطامع مدرب الأهلي، الصربي ميلوفان رايفيتش في الشوط الثاني، فأخرج لاعب الوسط المتأخر حمود عباس واستبدله بعبدالرحيم الجيزاوي, ليواصل الفريقان نهجهما الهجومي، قبل أن ينجح النشط عيسى المحياني في تعزيز تقدم فريقه بهدف ثان من متابعة لكرة نيفيز التي ارتدت من يد المعيوف عند الدقيقة ال47. وفتح التقدم الشهية الهلالية، وقاد محمد الشلهوب ألعاب فريقه وسط الميدان، وأجبر الأهلي على التراجع والاعتماد على دفاع المنطقة، وأرسل رادوي كرة بعيدة المدى اخترقت الأجواء الأهلاوية وهزت الشباك في الدقيقة ال56. ولم يثن هدف الهلال الثالث عزيمة الأهلاويين الذين قلصوا النتيجة عند الدقيقة ال61 عبر البرازيلي فيكتور بعد تمريرة تيسير الجاسم الساقطة خلف المدافعين. ونجح فيكتور بعد دقيقة واحدة في معادلة النتيجة من تمريرة واندرسون شبه الهوائية التي انحنى لها فيكتور وأرسلها برأسه للزاوية البعيدة بعد خطأ الكوري لي يونج. وحاول نيفيز إعادة الهلال للمقدمة بكرة ارتطمت بالعارضة، تدخل بعدها المدربان فأخرج مدرب الهلال ريناد ستامب لاعبه الشلهوب ودفع بعبدالعزيز الدوسري، فيما عزز مدرب الأهلي وسطه بإدخال محمد السفري بديلاً للحوسني، وتدخل شراحيلي الهلال ليبعد تسديدة فيكتور الخطرة في الدقيقة ال87 لضربة زاوية مخلصاً فريقه من هدف أهلاوي رابع محقق، فيما كان مليوفان يستهلك الوقت بالدفع بحسن الراهب بديلاً لفيكتور.