يتنافس الكثير من الشركات التجارية التي تبيع بالجملة الإحرام النسائي والرجالي مع اقتراب موسم الحج على طرح الإحرامات التي تجد إقبالا كبيرا من حملات الحج والعمرة.. ومع عدم اشتراط ملابس محددة لإحرام المرأة مثل الرجال إلا أن هناك حاجات كثيرات يقبلن على ارتداء زي محدد باللون الأبيض ليكون إحراماً لهن. ويقول مدير شركة "حنتوش" التجارية المحدودة سعيد محمد حنتوش إحدى الشركات المستوردة للإحرام النسائي والرجالي في جدة: يعمد غالبية التجار إلى توفير كميات كبيرة من الإحرامات خلال موسم الحج لسد مستوى الطلب الكبير من قبل الحجاج وحملات الحج والعمرة. وأشار إلى أن أفضل الأنواع يتم استيرادها من الصين حيث لا توجد مصانع محلية تقوم بإنتاج كميات كافية من هذه الإحرامات بسبب ندرة الأيدي العاملة التي تعمل في مجال خياطة الإحرامات خاصة النسائية مما دفع العديد من تجار الإحرامات لاستيرادها من دول أخرى خاصة الصين. وأضاف حنتوش أن أفضل الإحرامات النسائية تتم صناعتها من القطن, فهو مطلوب لدى الكثير من السيدات في حملات الحجاج, مشيرا أن أكثر الحجاج شراء لتلك النوعية من الإحرامات ينتمين لبعثات الحج القادمة من مصر والسودان, حيث يستحوذ حجاج الدولتين على أكثر من 40% من مبيعات الإحرام. ويقول حنتوش إن سعر الإحرام يتحدد وفقا للحجم والسماكة, أما معظم زي الإحرام النسائي فيكون عبارة عن خمار وبنطلون وقميص, مؤكدا أن نسبة استيراد الإحرامات الرجالية تفوق استيراد الإحرامات النسائية مرجعاً ذلك إلى أن المرأة لا يشترط عليها الالتزام أساساً بزي موحد. وأكد أنه لا توجد اشتراطات أو قيود معينة في الإحرام النسائي سوى أن يكون محتشما وأن الحملات المختلفة تقوم بأخذ كميات كبيرة من الإحرامات النسائية, مشيرا إلى أن الإحرامات النسائية لا بد أن تكون موحدة اللون وهو غالباً اللون الأبيض الناصع. ويقول بدر باقيس (صاحب محلات لبيع الإحرام النسائي) إن معظم الإحرامات التي تباع نقوم باستيرادها من الصين فالإحرام المحلي مرتفع الثمن ومكلف للتجار مما يدفع العديد من التجار إلى استيراد الإحرام من خارج السعودية, وذلك بالطبع لقلة المصانع المتخصصة في صناعة الإحرامات مع تعمد المصانع المحلية لرفع أسعارها. وأكد باقيس أن 70% من السيدات أصبحن يقبلن على شراء لباس الحج الخاص بالسيدات وفي الآونة الأخيرة أصبحت السيدات السعوديات يبحثن عن الزي المخصص للمرأة كإحرام ولم يعد الأمر مقتصرا على الجاليات الأجنبية. وأضاف أن هناك العديد من حملات الحج التي تجري اتفاقا مسبقا معنا لتوفير كميات كبيرة من الإحرام النسائي قبل دخول موسم الحج حيث يتطلب ذلك وقتا كافيا لعمل الطلبية واستيرادها من الصين مع توفير مقاسات مختلفة. وأكد خالد المزيني (مشرف على حملة للحجاج) لدينا كل عام العديد من الحجاج من كافة الجاليات ونقوم بتقديم خدمات خاصة لهم من بينها شراء الإحرام النسائي والرجالي حسب الطلب, وبعد احتساب العدد المطلوب يتم الاتفاق مع تجار الإحرام المعروفين في سوق البلد لكي يتم توفير أفضل أنواع الإحرامات النسائية القطنية التي لا تسبب ضيقا للحاج سواء الرجل أو المرأة. وأضاف هناك بعض الطلبات التي نحققها لبعض الحجاج فهناك من يشترط كتابة أسماء الحجيج التابعين للحملة وجنسيتهم باللغة العربية واسم الحملة على الإحرام بتطريزها بخيوط ذات ألوان متناسقة مع لون الإحرام حتى يتم ضمان التعرف على هوية الحاج في حال فقده لموقع الحملة. وكشف عضو لجنة المنسوجات بغرفة جدة محمد الشهري أن اللجنة لديها فكرة مضمونها أن تتبنى وزارة التجارة الأسر المنتجة بحيث يتم توظيفهم داخل مصانع يتم إنشاؤها لصناعة الإحرامات النسائية والرجالية, علما بأن هناك مصنعا من هذا النوع في مكةالمكرمة والمدينة لكن إنتاجهما لا يغطي احتياج السوق من الإحرامات مما يدفع التجار إلى استيراد الإحرامات من الصين. وأوضح أن حجم استيراد الإحرامات من خارج السعودية يقدر بنصف مليار ريال. وعزا الشهري تأخر إقامة المشاريع إلى العديد من العوائق لعدم توافر الخبرات وندرة جهات التدريب وقلة المهارات الكافية وقله الأيدي العاملة واحتكار العمالة الوافدة لمثل تلك المهن. وأضاف أن هناك بعض الإشكالات التي تعوق تنظيم انطلاق مشاريع صناعية منها كثرة الشروط وإجراءات البلديات والتراخيص مع عدم وجود قاعدة معرفية لتلك المشاريع.