كنت أحد المشاركين المرشحين من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ويرافقنا عدد من زملائنا بالإدارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض في برنامج إعداد خبراء فطن المقدم من المركز الوقائي الوطني للطلاب والطالبات "فطن" في مدينة الرياض، ويهدف البرنامج إلى إعداد مدربين خبراء قادرين بكفاءة على التعامل مع الطلاب وتقديم الدورات التدريبية لهم لتنمية المهارات الشخصية والاجتماعية لديهم ووقايتهم من الانحرافات الفكرية والسلوكية، والإسهام في تعزيز الهوية الوطنية وتكوين الاتجاهات الإيجابية عندهم لتنمية ذواتهم ومجتمعهم ووطنهم. كما يهدف البرنامج إلى حصر أهم المصادر المؤثرة في بناء الوعي الذاتي لدى الأفراد، والوقوف على أبرز الوسائل المعينة على تقدير الذات وسبل تعزيزها لدى الطلاب والمستهدفين، وتطرق البرنامج أيضا إلى تحديد مستوى المهارات الاجتماعية الواجب توافرها في المتدرب من خلال مصفوفة توضيحية منظمة وتفعيلها في علاقاتهم اليومية وتعاملاتهم الحياتية، وكيفية حل المشكلات التي قد يواجهونها والتعامل معها. وأكد برنامج فطن الوقائي أن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تعتبر أول جامعة تتعاون مع المركز من خلال مشاركة منسوبيها في عدد من البرامج التي تقوم على إعداد وتأهيل مدربين خبراء معتمدين لدى المركز ذوي كفاءة عالية في تخصصات مختلفة لوقاية طلاب المعاهد العلمية التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والمنتشرة في كافة أرجاء الوطن الغالي، لتعزيز حمايتهم ودعم سلوكياتهم الإيجابية، وتحصينهم من السلوكيات الخاطئة والمهددات الأمنية والاجتماعية والثقافية والصحية والاقتصادية والأفكار المتطرفة كخطة إرشادية وقائية داعمة ومساندة للخطط المعمول بها حاليا، وذلك من خلال المحاضرات التوعوية التفاعلية والدورات التدريبية وورش العمل التي تعالج وترفع مستوى الإدراك والتبصر عندهم وتضيف مهارات جديدة لديهم وتنمي قدراتهم وإمكاناتهم وشخصياتهم ليكونوا قادرين على مواجهة التغيرات والمخاطر السلوكية والفكرية التي قد تحيط بهم. ولا شك فإن تعاون وتكامل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية مع البرنامج الوقائي الوطني للطلاب والطالبات "فطن" يحققان بكل فاعلية (رؤية المملكة العربية السعودية 2030) التي طرحها ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- والتي تؤكد على تعزيز الوحدة الوطنية، وترسيخ القيم العربية والإسلامية الأصيلة. وإن أرضنا عُرفت -على مر التاريخ- بحضاراتها العريقة وطرقها التجارية التي ربطت حضارات العالم بعضها بعضا، مما أكسبها تنوعا وعمقا ثقافيا فريدا. كما تبرز الرؤية هويتنا الوطنية من خلال غرس المبادئ والقيم الوطنية، والعناية بالتنشئة الاجتماعية وتنظيم الأنشطة المعززة لهذا الجانب. وأن الرؤية ستعمل من خلال المؤسسات التعليمية على استحداث مجموعة كبيرة من الأنشطة الثقافية والاجتماعية والتطوعية والرياضية، وذلك من أجل ترسيخ القيم الإيجابية في شخصيات أبنائنا الطلاب وإكسابهم المعارف والمهارات والسلوكيات الحميدة، والقدر الكافي من الوعي الذاتي والاجتماعي والثقافي المتين، وبناء شخصية مستقلة تتصف بروح المبادرة والمثابرة والقيادة لبناء جيل واعد يكون داعما ومساندا لتنمية وطنه.