في وقت خاض مقاتلو المعارضة السورية معارك شرسة ضد قوات تابعة لنظام بشار الأسد، كانت تحاول التقدم في المناطق التي يسيطر عليها الثوار في شرق حلب، أكدت مصادر طبية أن كل المستشفيات في الأحياء المحاصرة توقفت عن العمل، بعد قصف مكثف عليها من قوات النظام، بينما أعربت الأممالمتحدة عن قلقها إزاء تواصل الضربات الجوية المكثفة على حلب. كما دعا القادة الأوروبيون إلى الوقف الفوري لهجمات النظام وروسياوإيران على المدينة، التي شهدت وريفها أول من أمس، قصفا عنيفا بمختلف أنواع القنابل الفراغية والغازات السامة، مما أسفر عن مقتل 80 شخصا على الأقل وجرح 150 آخرين. وقالت مصادر إن مستشفيين ميدانيين أحدهما الوحيد المختص بالأطفال في الأحياء المحاصرة، دُمّرا في قصف بالصواريخ والبراميل المتفجرة، فيما أعلنت مديرية صحة حلب توقف جميع المستشفيات في المدينة المحاصرة عن العمل، وقالت في بيان إنه بسبب هجمات النظام والقصف الروسي الكثيف الذي استهدف أحياء مدينة حلب الشرقية، فإن جميع المستشفيات فيها توقفت عن العمل. واتهم البيان جيش النظام والقوات الروسية باستخدام جميع الأسلحة في قصف المدنيين، وتعمد استهداف البنى التحتية والمنشآت الحيوية، للحيلولة دون تلقي المدنيين من نساء وأطفال ومسنين ورجال المعالجة الطبية. تنديد أميركي نددت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس أمس بالقصف "الشائن" الذي استهدف مستشفيات في الأحياء الشرقية من مدينة حلب، محذرة موسكوودمشق من عواقب مثل هذه الأفعال. وقالت رايس في بيان إن الولاياتالمتحدة "تدين بشدة الهجمات الرهيبة ضد منشآت طبية وعمال مساعدات إنسانية"، مضيفة أن "النظام السوري وحلفاءه، بالأخص روسيا، مسؤولون عن العواقب الفورية وعلى الأمد الطويل لهذه الأفعال". في سياق متصل، أعربت الأممالمتحدة أمس عن "شديد الحزن والصدمة" للتصعيد الأخير في العنف في سورية، مطالبة بتأمين وصول فوري إلى حلب، حيث تشن قوات النظام هجوما لاستعادة الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة. غارات مكثفة قال اتحاد المنظمات الإغاثية الطبية السورية "أوسم"، إن مستشفى للأطفال كان من بين ثلاثة مرافق طبية استهدفتها الغارات الجوية في مناطق المعارضة المحاصرة في حلب. وأعربت الأممالمتحدة عن قلقها إزاء تواصل الضربات الجوية، وأعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، أن القصف أدى إلى قتل وإصابة وتشريد عدد كبير من المدنيين داخل المدينة. كما قال مستشار للأمم المتحدة أول من أمس، إن السكان المحاصرين في شرق حلب "يواجهون لحظة قاتمة جدا" في ظل عدم وجود غذاء أو إمدادات طبية ومع دخول الشتاء، بالإضافة إلى هجوم شرس بشكل متزايد تشنه القوات السورية وحلفاؤها. وأضافت مصادر أن الطائرات الحربية التابعة للنظام واصلت قصفها لحلب في مسعى جديد من دمشق لاستعادة السيطرة على المدينة بأكملها. قتلى إيران بلغ عدد القتلى الإيرانيين في سورية نحو 3 آلاف عنصر، وذلك حسب الصور التي نشرتها طهران في مدينتي النجف وكربلاء بالعراق أثناء طقوس شيعية وبهدف تأجيج الطائفية. وزجت إيران بمقاتليها في سورية منذ اندلاع الثورة عام 2011 دفاعا عن نظام بشار الأسد ولمنع سقوطه. وأعلنت قوات التعبئة "البسيج" في طهران أنها تمكنت من إلصاق 3 آلاف صورة لقتلى إيرانيين على طريق كربلاء والنجف تذكارا لهم، وهو الطريق الذي يمر منه آلاف الزوار مشيا على الأقدام في أيام "الأربعين الحسينية". محيط دمشق ذكر شهود أن العنف تصاعد أيضا في دمشق ومحيطها حيث قصفت قوات النظام المشارف الشرقية للمدينة التي تقع تحت سيطرة المعارضة بعنف، وأطلق مقاتلو المعارضة صواريخ على وسط المدينة الذي تسيطر عليه الحكومة. وفي الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، أحصى مرصد حقوق الإنسان مقتل 22 مدنيا، بينهم عشرة أطفال خلال 24 ساعة جراء القصف المدفعي والصاروخي والجوي على مدن عدة بينها دوما وجسرين وسقبا. كما قتلت امرأة وأصيب ثلاثة آخرون جراء سقوط قذائف على أحياء في دمشق. وأفادت مصادر في إدلب باستهداف طائرات حربية روسية لعدة مناطق بينها مدينتا سراقب وجسر الشغور.