بينما جمع عالم الجغرافيا ريتشارد هيداي، قاعدة بيانات ضخمة تحدد من هو المسؤول عن انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون من الأرض ووصوله إلى الغلاف الجوي، قال الخبير النفطي السعودي، سداد الحسيني ل"الوطن"، إن الدول الكبيرة كالصين والولايات المتحدة لها النصيب الأكبر في التلوث الجوي، وانبعاثاتهاالغازية تكون ضعف الشركات الصناعية، مشيرا إلى أن العالم يستهلك 95 مليون برميل نفط يوميا إضافة إلى الوقود الطبيعي الذي يتم استهلاكه بكمية مقاربة، وهذه كلها حين تستهلك تحوّل إلى ثاني أكسيد الكربون. مؤكدا أن أرامكو السعودية قامت منذ السبعينات بإنشاء مصانع لتجميع الغاز الناتج عن مصانعها والذي تم الانتهاء منه في الثمانينات، موضحا أن التقنية الحالية قللت من انبعاث مثل هذه الغازات، والمملكة أسهمت في الحد من انبعاث تلك الغازات من خلال تجميع الغاز المنتج مع البترول، ومنع الاستهلاك للغاز في حال عدم وجود فوائد اقتصادية أو بيئية، ومراقبة كافة المصانع والمنشآت والآبار لمنع تسرب الغازات بطريقة غير مقصودة. الشركات الكربونية قضى هيداي سنوات في جمع المعلومات التي تخص الإنتاج السنوي لكل شركة وقود أحفوري رئيسية منذ الثورة الصناعية ومن ثم ترجمتها إلى انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، وفقا لتقرير نشرته المجلة العلمية الأميركية. أظهر بحث هيداي، أن حوالي ثلثي انبعاثات الكربون بسبب الإنسان كان مصدرها 90 شركة ومصانع حكومية فقط، من بينها أول ثماني شركات مرتبة بحسب الانبعاثات السنوية التراكمية، وتمّثل 20% من انبعاثات الكربون العالمية من الوقود الأحفوري وإنتاج الأسمنت منذ الثورة الصناعية. وأظهرت النتائج أن حوالي ثلثي انبعاثات الغازات الدفيئة الصناعية "من استخدام الوقود الأحفوري وتسرب غاز الميثان وتصنيع الأسمنت" كان مصدرها فقط 90 شركة حول العالم، التي إما قامت بانبعاث الكربون بأنفسها أو أن الكربون انبعث بسبب المستهلكين أو الصناعة نفسها. اللوم على الجميع أثارت الدراسة الجدل عندما تم نشرها في عام 2013 حيث اعترض البعض قائلين إنه من الظلم أن نحمّل شركات الوقود الأحفوري مسؤولية خيارات مليارات المستهلكين لنمط حياتهم. بينما رأى البعض أن هذه الدراسة تمّثل نقطة تحول في الجدل حول تحمل مسؤولية التغير المناخي.