أعلن الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة أمس أن لجنة المتابعة العربية لمبادرة السلام العربية ستجتمع بعد عيد الأضحى المبارك للبت في مصير المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بعد انقضاء مهلة الشهر التي منحتها لواشنطن لمحاولة إنقاذ المفاوضات من مأزق استمرار الاستيطان الإسرائيلي. وقال في اتصال هاتفي من أبوظبي حيث يوجد مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في زيارة رسمية: إن "لجنة المتابعة العربية ستجتمع بعد انتهاء فترة الشهر وخاصة بعد أن يبلغنا الجانب الأميركي بما توصل إليه مع إسرائيل، ونحن حتى الآن بانتظار الرد الأميركي، ونتوقع أن نتسلمه قريبا وقبل العاشر من الشهر الجاري". وأضاف: "بناء عليه ستتم دعوة لجنة المتابعة العربية كما اتفق في القمة العربية في سرت، وسيعرض على العرب بالتفصيل أي رد أميركي وكل ما حصل من ممارسات إسرائيلية على الأرض، وبالتالي ستقدم عدة خيارات لدراستها والانطلاق للتحرك على أساسها". وكانت لجنة المتابعة العربية منحت الإدارة الأميركية خلال اجتماع لها في مدينة سرت الليبية في 8 أكتوبر الماضي، شهرا لمحاولة وقف الاستيطان الإسرائيلي قبل الاجتماع مجددا للبحث في بدائل للمفاوضات في حال فشل هذه الجهود. وأكد أبوردينة أنه "حتى اللحظة يرفض الجانب الإسرائيلي تجميد الاستيطان وأبلغنا من الإدارة الأميركية أنها مستمرة في جهودها مع الجانب الإسرائيلي لكن حتى الآن لا توجد أية إشارات مشجعة لنجاح جهود الإدارة مع اسرائيل". وأضاف: "أن الخيار الأول هو العودة إلى المفاوضات إذا تم تجميد الاستيطان، ولكن إذا لم تنجح الإدارة الأميركية مع إسرائيل في وقف الاستيطان سيعرض على العرب الذهاب إلى مجلس الأمن". من جانبه، أكد الرئيس عباس في حديث مع قناة سي إن إن في أبوظبي أن الولاياتالمتحدة تعهدت بدعم الجانب الفلسطيني إذا ما قرر اللجوء إلى الأممالمتحدة. وكانت الولاياتالمتحدة طلبت مهلة إضافية للعمل مع الحكومة الإسرائيلية للوصول إلى اتفاق بشأن تجميد الاستيطان من أجل السماح ببدء المفاوضات المباشرة قبل عقد اجتماع لجنة المتابعة العربية في 10 من الشهر الجاري. وطبقا للمصادر فإنه سيتم إبلاغ الجانب الفلسطيني بالصيغة لتجميد الاستيطان فور انتهاء زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الولاياتالمتحدة التي تبدأ غدا. وسيلتقي نتنياهو مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون والمبعوث الأميركي الخاص للعملية السلمية جورج ميتشل من أجل بلورة نهائية للاتفاق، غير أن نتنياهو يحتاج إلى مصادقة من قبل حكومته للاتفاق قبل أن يدخل حيز التنفيذ، لكن العرب لن يجتمعوا قبل التصويت الحكومي الإسرائيلي. وتوقعت مصادر إسرائيلية أن يعرض نتنياهو على الولاياتالمتحدة خطته الخاصة لدفع المحادثات قدما. وأفادت صحيفة معاريف بأن نتنياهو سيعرض تجميدا للاستيطان لمدة ثلاثة أشهر تتبعه تسعة أشهر من القيود على أعمال البناء. وأضافت المصادر أن نتنياهو يستعد أيضا لتوسيع ائتلافه الحكومي لضم حزب كاديما الوسطي إليه، لكن مكتبه نفى أن التفاوض حاليا مع الحزب. وأوضحت "معاريف" أمس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يمكن أيضا أن يحث الإدارة الأميركية على تقديم حوافز وضمانات جديدة مقابل إعلان تجميد جديد للاستيطان.