فيما أكدت مصادر أميركية مؤخرا أن الولاياتالمتحدة تستخدم قاعدة جوية في تونس، لشن غارات جوية على مواقع تنظيم داعش في ليبيا، بواسطة طائرات من دون طيار، ساد الجدل وسط الأوساط السياسية والاجتماعية بشأن إخفاء الحكومة التونسية تلك المعلومات، وعدم مكاشفة الشعب بأمور تخص السيادة الوطنية. وطالب عدد من الأحزاب المعارضة، على غرار تيار المحبة، وحركة الشعب وغيرها، بفتح تحقيق برلماني عاجل، حول المعلومات التي أكدتها وسائل إعلام أميركية، وطلبت توضيحات من السفير الأميركي بخصوص ذلك. وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، قد أوردت في تقرير خاص، أن الطائرات بدون طيار تخرج من الأراضي التونسية عبر قاعدة عسكرية مخصصة لها، منذ أواخر يونيو الماضي، لدعم القوات الليبية على الأرض، وقصف أماكن تمركز عناصر داعش، في مدينة سرت الساحلية التي تعد آخر معقلهم في البلاد. كما لفتت الصحيفة إلى أن الطائرات الأميركية تقوم بمهام استطلاعية لجمع المعلومات عن تحركات المتطرفين في النيجر وجيبوتي، وبقية المناطق الأفريقية التي ينتشرون فيها، في الوقت الذي أعلن المتحدث باسم القيادة الأميركية في أفريقيا، العقيد مارك تشيدل، أن قوات الأمن التونسية تتعاون مع عسكريين أميركيين، في مجال مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات، عبر منصات متعددة، من بينها منصات جوية، مؤكدا أن تونس تعتبر شريكا وثيقا لواشنطن في مجال مكافحة الإرهاب. تناقض الروايات تعليقا على المعلومات المنشورة، نفت وزارة الدفاع التونسية على لسان المتحدث باسمها، العقيد بلحسن الوسلاتي، الأنباء التي تواترت، مؤكدا أن التعاون العسكري القائم بين البلدين يقتصر على تدريب أفراد من القوات المسلحة التونسية على أيدي عسكريين أميركيين، من خلال منظومات استطلاع وأجهزة مراقبة قام الجيش التونسي باقتنائها، إضافة إلى وضع طائرات بدون طيار أميركية للمساعدة في كشف أماكن التحركات المشبوهة في مناطقه الحدودية، لكن مراقبين يرون أن التصريحات الرسمية تتعارض مع ما ورد في تقرير الصحيفة الأميركية التي استندت على معلومات مؤكدة من البنتاجون، في وقت تحفظت الجزائر على وثيقة التفاهم العسكري بين البلدين، التي وقعت أثناء زيارة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي إلى واشنطن في مايو 2015. معلومات مسبقة كانت أنباء قد تواترت في وقت سابق بأن الولاياتالمتحدة ترغب في إنشاء قاعدة عسكرية لها بتونس، لشن ضربات على مواقع المتطرفين في المنطقة الإقليمية، باعتبار الموقع الإستراتيجي والجيوسياسي الذي تتمتع به البلاد، فضلا على أن الدول الأوروبية تعتبر تونس موقعا خلفيا مهما للوقوف في سبيل دحر الإرهاب ووقف الهجرة المهددة لأمن القارة العجوز. وكانت الطائرات الأميركية قد بدأت في شن غارات على مواقع تنظيم داعش في ليبيا منذ أغسطس الماضي، في إطار حملة واسعة للقضاء على تحركات التنظيم المهددة لأمن الجوار والمنطقة، إلا أن أوساطا إعلامية وسياسية أكدت أن الحملة الجوية لم تستطع حسم المعركة حتى هذه اللحظة.