انطلق مشروع إعادة تطوير وتأهيل مركز الملك فهد الثقافي "قرية المفتاحة" قبل أيام، بحزمة من الأعمال تنفذها إدارة الصيانة بأمانة منطقة عسير، حيث بدأت أعمال تأهيل الأرصفة القديمة، والحدائق العامة المجاورة للمركز وتحسين وتجميل مدخل القرية، وسوف يشمل التطوير ترميم جميع المواقع والمباني في المفتاحة، حيث رصدت "الوطن" تفاعل الفنانين التشكيليين الذي أبدوا ارتياحا لسير عملية الترميم التي تشمل أعمال الدهان للمراسم. رؤية جديدة أشار مدير مركز الملك فهد الثقافي "قرية المفتاحة" سعيد ناصر بن محيا إلى أن تطوير وتأهيل قرية المفتاحة يأتي بمتابعة وحرص أمير منطقة عسير رئيس مجلس التنمية السياحية، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فهد الثقافي الأمير فيصل بن خالد، حيث صدرت توجهاته بإعادة تأهيل وتطوير المركز الثقافي وسط مدينة أبها استعدادا لانطلاق أبها عاصمة للسياحية العربية 2017. وأضاف: تم تأهيل الحدائق والأرصفة وتركيب أعمدة إنارة وإزالة جميع الأسلاك الكهربائية، وحمايتها بوضع صناديق حديد لتغليفها، وتحسين وتجميل المدخل الرئيسي للقرية إلى جانب استكمال الدهانات داخل المراسم التشكيلية، وترميم المركز الإعلامي وبناء مصلى نساء وملحقاته، تزيين بعض الممرات وسط القرية وزرع شبكة ري للمياه للحدائق والمسطحات الخضراء المحيطة، كذلك سيتم وضع ممشى يحيط بالمسطحات الخضراء وربط المسارات بمدخل القرية الرئيسي، مما يسهل على الزائر المشي وسط القرية وجميع جهاتها الأربع. وأضاف ابن محيا أنه تم تأهيل مواقف السيارات، وإنشاء ممرات لذوي الاحتياجات الخاصة حتى أصبحت القرية بكاملها صديقة لذوي الاحتياجات الخاصة، مع إنشاء مرسم خاص لهذه الفئة العزيزة علينا، حيث يشارك عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة في الفنون التشكيلية والتصوير الفوتوجرافي، وقد أوجدت لهم صالتان تقام فيها ورش العمل الخاصة بهم. تعزيز الأمن أكد ابن محيا أن من أهم مظاهر تأهيل القرية التي تعتبر من أهم مراكز الفن التشكيلي عربيا، إنشاء بوابات لحماية القرية، حيث يتم إغلاقها في الوقت الذي لا يتواجد فيه العاملون أو الزوار، كذلك ستزود مرافق القرية بكاميرات مراقبة، وسيكون هناك موقع للأسر المنتجة والمأكولات الشعبية الشهيرة التي تتميز بها المنطقة، إلى جانب إيجاد مقهى "كافي" وسط القرية. وأضاف: مع جمال القرية التي تتميز به وطابعها المعماري والهندسي الذي يحكي تراث المنطقة سوف نحرص على تماسك وجودة الأرضيات التي عملت من الحجر الطبيعي داخل ممرات القرية والتي تزيد كافة مواقع القرية بالإنارة عبر الفوانيس التي تحكي الماضي العريق. ماض عريق (قرية المفتاحة) التي كانت تتوسط مدينة أبها قديما قبل ما يقارب 260 عاما، تتميز بمجموعة من المنازل المتلاصقة على امتداد الممرات الداخلية والخارجية تم بناؤها آنذاك بالأساليب التقليدية للبناء في منطقة عسير، حيث الفتحات الصغيرة والحوائط السميكة باستخدام (الرقف) لحماية حوائطها الطينية من الأمطار وتوفير الظلال أيضا على واجهة مبانيها. هذه القرية لها قصة تحول لا يعرفها إلا من عايش فترة انتقالها، فالجيل الحالي يغيب عنه ما كانت عليه قديما، وكيف تحولت إلى منشأة فريدة من نوعها تقع الآن وسط مدينة أبها تضم بين جنباتها قرية المفتاحة التشكيلية ومسرح المفتاحة وسوق الثلاثاء الشعبي، وأيضا مركز الملك فهد الثقافي الذي يعتبر أول مشروع من نوعه في المملكة، خصوصا فيما يتعلق بالقرية التشكيلية التي تعنى بالفنون التشكيلية والفوتوجرافية والصناعات التقليدية المحلية التي تستقطب محبي الفنون لممارسة أعمالهم الفنية في بيئة مناسبة تلائم تطلعاتهم.