لم يفلح اكتمال ازدواجية الطريق الدولي خميس مشيط ظهران الجنوب في التقليل من نسبة الحوادث في ظل بقاء قطعان الإبل السائبة على طول امتداده البالغ "150 كلم" دون حسيب أو رقيب، مسببة حوادث مأساوية ذهب ضحيتها العشرات من الأبرياء كان آخرهم معلم اللغة الإنجليزية بثانوية الملك فيصل محمد القحطاني الذي لقي مصرعه الأسبوع الماضي نتيجة اصطدام سيارته لحظة خروجه من مدرسته بأحد الجمال السائبة بمركز الحمرة التابع لمحافظة ظهران الجنوب. أحد سالكي الطريق فهد عبدالرحمن الشهري "معلم"، أكد أن ظروفه الأسرية أجبرته على قطع الطريق يوميا بين مدينتي أبها وظهران الجنوب. مؤكدا أن الانتهاء من ازدواجية الطريق لم يحد من حوادثه المأساوية بسبب الجمال السائبة التي تفاجئ عابري الطريق مسببة حوادث خطيرة ومميتة. وقال: إن تلك الجمال تكاد تكون موجودة في كل المناطق لا سيما في مركزي الحمرة والحرجة. مؤكدا أن ما جعلها تهاجم سائقي المركبات بين الفينة والأخرى هو افتقاد الطريق في كثير من أجزائه إلى السياج الحديدي وغياب أصحابها أو رعيانها. بدوره شدد عبدالرحمن الوادعي على ضرورة استحداث وحدة لأمن الطرق على الطريق الدولي خميس مشيط ظهران الجنوب الذي يفتقد للرقابة خاصة في المناطق الواقعة خارج النطاق العمراني للمدن الواقعة عليه كظهران الجنوب والحرجة وسراة عبيدة وأحد رفيدة. وقال الوادعي: إن قطعان الإبل السائبة أضحت تسبب لعابري هذا الطريق الحيوي هاجسا مخيفا لاسيما في الليل حيث يتفاجأ قائد المركبة بها وسط الطريق. من جهته، أكد سالم القحطاني على ضرورة قيام البلديات وشرط المحافظات بدورها في فتح مراكز لتجميع الإبل السائبة في المواقع التي ينشط ظهورها وتغريم ملاكها وفق ما نصت عليه أنظمة وزارة الداخلية. وقال: إنه يجب بيع تلك الجمال السائبة إذا لم يتعاون أصحابها في تطبيق الأنظمة وعبر المزاد العلني، وضرورة إيقاع عقوبة السجن والغرامة على المستهترين بأرواح الأبرياء خاصة الذين يلجأون لأساليب غير أخلاقية من مسح وشم إبلهم فور وقوع الحادثة حتى لا تتعرف عليهم الجهات الأمنية. إلى ذلك، أكد مصدر مطلع ببلدية ظهران الجنوب أن ضبط الجمال السائبة في المناطق الواقعة خارج النطاق العمراني ليس من اختصاص البلدية. "الوطن" اتصلت بمدير مرور ظهران الجنوب، رئيس رقباء علي حسين القحطاني للتعليق، ولكنه لم يرد.