عقب توتر العلاقات مع تركيا مؤخرا، واتجاه الأخيرة نحو الانفتاح مع روسيا، بدأت الولاياتالمتحدة تفقد نفوذها الاستراتيجي في آسيا، لاسيما بعد انفصال الفلبين عنها، واتجاهها نحو التحالف مع الصينوروسيا، الأمر الذي يعد صفعة موجعة لنفوذ واشنطن في المحيط الهادئ بالقارة الآسيوية. فيما أعلن الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي، خلال أول زيارة رسمية له إلى جنوب شرق آسيا كرئيس للدولة، الانفصال عن الولاياتالمتحدة، أكد أن أميركا قد خسرت، وأنه قرر التحالف مع الصينوروسيا، مبينا أن كلا من الفلبينوالصينوروسيا، أصبحت ضد العالم، ورأى مراقبون أن الرئيس الفلبيني لا يقصد فصل العلاقات مع أميركا جملة واحدة، وإنما فصل السياسة الخارجية من خلال الاتجاه نحو القوى الشرقية. وبحسب تقرير لموقع "بيزنيس إنسايدر" الأميركي، فقد أكد أن التحول نحو الصين يعد أكثر أهمية للفلبين، خصوصا أنه يأتي بعد 3 أشهر فقط من الحكم الذي أصدرته محكمة لاهاي لصالح الفلبين في خلافها مع الصين حول بحر الصينالجنوبي، وهو موقف يختلف جذريا عن الرئيس الفلبيني السابق بنينو أكينو. أسباب التغيير نقلا عن مركز "بي إم آي" العالمي للأبحاث، أكد التقرير أن هنالك أسبابا عملية وراء قرار الرئيس الفلبيني تغيير موقفه بهذه الطريقة، إذ إن أولوياته الرئيسية تتمثل في النمو والتطوير، وهو الأمر الذي دفعه للانفتاح على الصين، بهدف الحصول على فوائد اقتصادية واستثمارية معها. وقامت الصين خلال السنوات القليلة الماضية، بحذف الفلبين من قائمة المساعدات بسبب تدهور العلاقات بينهما منذ 2012، إلا أن وزارة الخارجية الصينية أعلنت أخيرا أن الصين وقعت مع الفلبين عدة اتفاقيات، وأنها مستعدة للعب دور فعال في تطوير البنى التحتية في الفلبين. وعلاوة على ذلك، قد يفسر التغيير والانفتاح الفلبيني نحو الصين، برغبة دوتيرتي في الحصول على دعم دولي لحربه ضد المخدرات، التي أدت إلى مقتل 2300 شخص منذ شهر يوليو الماضي، الأمر الذي انتقدته الولاياتالمتحدة، ودعمته الصين قبيل زيارة الرئيس الفلبيني لها الأسبوع الماضي. تغيير مفاجئ يرى مراقبون أن التحول الفلبيني يأتي في الوقت الذي ترتفع فيه حدة التوتر بين الصين وبعض جيرانها، فيما تستمر الولاياتالمتحدة لتوسيع نفوذها في آسيا، كما أن التغيير الفلبيني المفاجئ يعد ضربة موجعة لواشنطن، التي تعتبر مانيلا حليفا إستراتيجيا تقليديا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بسبب موقعها الإستراتيجي بين بحر الصينالجنوبي والمحيط الهادئ، خصوصا أن الفلبين كانت قد وقعت اتفاقيات دفاع مشترك مع الولاياتالمتحدة في عام 1951، وكانت تحتضن 3 من أكبر القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة حتى عام 1991.