بعد انتخاب الرئيس الأميركي بارك أوباما منذ سنتين، اجتاحت العالم نشوة، باعتباره رمزا للأمل والحنين للتوصل إلى حلول وسط، بعد سنوات الحرب والاستياء من أسلوب وسياسات سلفه. والآن، وبعد التوبيخ الانتخابي في الداخل، لا يزال أوباما يحظى بشعبية وسط حلفاء أميركا التقليديين، لكن نجمه يأفل وسط المسلمين، الذين يركز عليهم في اتصاله الدولي، حيث إن خسارة الديموقراطيين أغلبية مجلس النواب التي فاز بها الجمهوريون والخسائر التي منوا بها في مجلس الشيوخ، ستجعل من الصعب على أوباما الذي يواجه حكومة منقسمة، أن يمضي قدما في سياساته. وحسب ما أشارت إليه نتائج استطلاع للرأي أجراه صندوق مارشال الألماني فمن طرأ انخفاض طفيف على النسبة التي أعطتها شعوب الاتحاد الأوروبي (78%) يؤيدون أسلوب تناول أوباما للسياسة الخارجية. وأظهرت نفس الدراسة انخفاض شعبية أوباما بمقدار النصف تقريبا إلى 28% في تركيا، وهو ما يعكس المشاعر التقليدية المعادية للولايات المتحدة في تلك الدولة ذات الأغلبية المسلمة والتي تعد عضوا بحلف شمال الأطلسي"الناتو". وفي السياق ذاته، أظهر استطلاع آخر أجراه مركز بيو لاستطلاع الاتجاهات الدولي أن "شعبية أوباما إيجابية بشكل عام خارج العالم الإسلامي، بالرغم من أنها ليست مرتفعة تماما كما كانت في عام 2009". ومع ذلك أظهر الاستطلاع انخفاض ثقة المسلمين المصريين في أوباما 10% لتصبح 31%، وذلك في نفس الفترة، وانخفضت من 33% إلى 23% في تركيا، ومن 13 إلى 8% وسط مسلمي باكستان. وقالت رحيلا نواز، وهي ربة منزل بمدينة مولتان الباكستانية (25 عاماً)، "لا أحترم أوباما أبدا لأنه لم يفعل شيئا لصالح السلام". وشددت على أن الهجمات التي تنفذها الطائرات الأميركية غير المأهولة ضد أهداف مشتبه بها لطالبان والقاعدة في باكستان "تزيد من كراهية أميركا". وفي هذا السياق، قال مدير مركز السياسات البريطانية في جامعة نوتنجهام ستيفن فيلدينج، إن "الناس هنا ما زالوا لا يفهمون تماما السياسات الأميركية، أو فكرة الأغلبية الأميركية، أو الكونجرس، أو الدستور الأميركي". وأضاف "ينظر البعض إلى أوباما بوصفه الرئيس صاحب جميع السلطات".