مع بدء المعلمين اليوم أول دروس السنة الدراسية الجديدة في مدارس التعليم العام في المملكة، تبرز تساؤلات دائمة حول جودة المناهج وفي مقدمتها منهج اللغة العربية. وفي هذا الإطار، رصدت دراسة نشرها المجلس الدولي للغة العربية بدبي للباحث جمال حسين آل الهادي، "إيجابيات وسلبيات منهج لغتي الجميلة - الخالدة"، حيث توصل الباحث من خلال دراسة ميدانية واستقراء آراء عدد من معلمي اللغة العربية في المدارس السعودية إلى عدة نتائج من أهمها أن المنهج الجديد يتميز ب"التكامل والترابط والدمج الكامل بين مواد وفروع اللغة العربية المعروفة سابقا، وهو ما كان التربويون يطالبون المعلمين بتطبيقه مرارا"، لكنه كذلك يحوي العديد من السلبيات منها أن "المنهج لا يخدم بقاء المعلومة في ذهن الطالب، فكما وصلت إليه بشكل سريع فهو يفقدها وينساها بشكل أسرع مهما كانت الطريقة". وقال "إذا استمر المنهج بهذه الطريقة، ولم تستمع وزارة التعليم لآراء المعلمين التربويين، والعمل على تصحيح السلبيات الموجودة في المنهج، فسيكون للأسف بداية نهاية المنهج". ملاحظات عامة رصد الباحث جمال آل الهادي العديد من الملاحظات والرؤى حول المنهج، حيث قال "إن الخلط بين جميع فروع اللغة العربية لا يمزجها معا بل يضيعها معا"، مضيفا "أن أفضل طرق التدريس هي تعليم الطالب القواعد النحوية كلها مع التدريبات الكافية في كتاب منفصل تماما كما كان في الكتاب السابق فليس كل ما هو جديد صالح وليس كل ما هو قديم طالح، كتدريب الطالب على القواعد الإملائية في كتاب منفصل يمثل بداية للكتابة الصحية"، وتمنى الباحث "أن تكون هناك مجموعة من القصص والمقالات التي تناسب المرحلة العمرية للطالب، ويكون الكتاب منفصلا ومليئا بالقصص المتنوعة كالخيال العلمي والقصص البوليسية مثلا وغير ذلك من النماذج الأدبية ليكتسب الطالب ثروة لغوية ويزيد من خبراته في الحياة، ويكون دور المعلم مناقشة الطلاب فيما قرؤوا ودعوتهم لنقده بشكل بناء مع تدريبهم على أسس النقد أولا". وأضاف من الملاحظات على هذا المنهج، أن مساحة الاهتمام بالقطع الإملائية تقلصت بشكل كبير، حيث إن مجال تدريب الطالب على كتابة القطع الإملائية والنصوص التي تعودهم على الكتابة بخط واضح وإملاء سليم أصبح قليلا، أما القواعد الإملائية التي تدرس في المنهج فهي مهمة بلا شك لكن حاجة الطلاب الآن ليست مقتصرة على الهمزات وما إليها، فقد ينجح في كتابة الكلمات المقررة في الدرس ويخطئ فيما سواها. المكون المفقود يرى الباحث، أن أهم مكون مفقود في هذا المنهج هو النصوص الأدبية، واستدرك "نعم توجد نصوص شعرية وأدبية في المنهج الجديد لكنها أقل جودة وأهمية مما كان في السالف، لم يعد المنهج مهتما بحفظ نصوص شعرية، ولم يعد هناك مجال كبير لتنمية الثروة اللغوية من خلال معرفة معاني الكلمات الأدبية ومرادفاتها وأضدادها، ولم تعد معرفة الشاعر ومناسبة النص مهمة كما كان في السابق، تقلص كل ذلك على حساب مكونات ليست ذات ارتباط وثيق بمادة اللغة العربية.