تشهد أسواق بيع المواشي المحلية سيطرة المواشي المستوردة رغم انخفاض أسعارها 40%، وتراوحت أسعار النعيمي والهرفي من 500-800 ريال، بينما بلغ رأس المستورد البربري 350 و450 ريالا، والسواكني المستورد إلى 400 و600 ريال. شهدت أسواق المواشي المحلية سيطرة المواشي المستوردة رغم الانخفاض في أسعار المحلية بنسبة تقدر ب40 % إذ تسبب اكتظاظ الأسواق بالمستوردة في تخفيض أسعار "النعيمي" و"الهرفي" ووصولها إلى أدنى المستويات، بمبالغ تتراوح بين ال500-800 ريال للرأس الواحد، بينما في المقابل يبلغ رأس المستورد البربري 350 و450 ريالا، أي أقل ب35 % من المحلي، والسواكني المستورد تتروح أسعاره بين ال400 و600 ريال أي أقل ب20 % من المحلي. كثرة المعروض "الوطن" التقت بعدد من أصحاب الماشية، حيث ذكر فهيد الشمراني من الجبيل بأن الأسعار في انخفاض منذ بداية شوال الماضي ولم يُعد سوق الجبيل مثلما كان في السابق، وخلال ثلاثة إلى أربعة أيام لا يتم البيع مع انخفاض الأسعار التي وصلت إلى 30 %. وأضاف الشمراني أن السبب الرئيسي لانخفاض الأسعار يعود إلى كثرة المعروض من الأغنام وقلة الطلب وهذا لم نشاهده منذ 10 سنوات بالمنطقة، فسعر الخراف الصغير (الهرفي) كان في السابق 1200 ريال والآن يتم بيعه من 700 إلى 800 ريال. مسلخ حفر الباطن يقول سعود العنزي صاحب حظائر مواشي بحفر الباطن إن محافظة حفر الباطن تعتبر أكبر الأسواق على مستوى المملكة والشرق الأوسط، ويوجد فيها أكثر من مليوني رأس من الأغنام، مضيفا أن الأسعار في نزول منذ شهرين وأسبابها عديدة ولكن السبب الرئيسي هو الإجازة الطويلة هذا العام، فالغالبية من مرتادي السوق غير موجودين. وأضاف العنزي أن مسلخ حفر الباطن كان يستقبل في اليوم الواحد أكثر من 100 رأس وحالياً لا تصل إلى 50 رأسا، وبين أن هنالك من يروج لبعض الأغنام المستوردة من الأردن بمبلغ لا يتجاور 500 ريال، واعتبر مربي الماشية بحفر الباطن أن الأغنام المستوردة غالباً لا تتحمل الحرارة في المنطقة الشرقية التي تصل إلى 45 درجة مئوية إضافة إلى وجود بعض الأمراض الوبائية. انسحاب التجار أكد عدد من تجار الأغنام بمحافظة حفر الباطن أن انخفاض أسعار الأغنام أسهم في انسحاب التجار من الشراء بسبب ضعف الحركة في سوق الأغنام. وقال التاجر أبو سيف العيباني ل"لوطن" إنه قبل القرار كانت الأسعار بين 1000 إلى 1200 وبعد القرار انخفضت الأسعار لتصل إلى 500 إلى 700 حيث لا يمكن أن نغطي على مشتري الأعلاف، لهذا أعلن التجار الانسحاب بسبب ضعف الحركة بالسوق. وأشار إلى أنه لا يوجد تلاعب في الأسعار بسبب ارتفاع الأعلاف، علما بأنه ليس هناك أرباح بل خسائر مضاعفة لا تغطي قيمة الأعلاف وليس كما كان في السابق، "إذ تغطي أرباح الأغنام على مصروف باقي المواشي التي تتواجد إلينا". خسائر مضاعفة أضاف أن السبب في ذلك دخول المواشي المستوردة بكمية كبيرة، علما بأن المواشي المستوردة التي دخلت السوق أقل قيمة من المواشي المحلية لانخفاض أسعارها، حيث نقلت الأمراض بالثروة الحيوانية التي نمتلكها أباً عن جد، فيما يمنع الشراء بسبب الخسائر المضاعفة بسوق الماشية، وكذلك لدخول المواشي المستوردة والخوف من الخسائر المستمرة يرفع الشراء من تجار الماشية حتى لا تستمر الخسائر في اليوم التالي. العرض والطلب في السياق ذاته، أعرب التاجر شجاع الميموني أن المواشي المستوردة ألحقت بهم الضرر وساعدت على نزول أسعار المواشي البلدية، إضافة إلى الأمراض التي قدمت معها فأصبح العرض بالسوق أكثر من الطلب. وأشار الميموني إلى أن وزارة الزراعة لم تنظر في سعر الأعلاف بالإضافة إلى اللقاحات والأدوية التي يحتاجها مربي الماشية، إذ كانت الأسعار قبل إصدار قرار تخفيض أسعار المواشي ما بين 1000 و1200 ريال للرأس، وبعد القرار أصبح يتراوح بين 500 و700 ريال. المواشي المستوردة بين عبدالله آل سويد أحد تجار المواشي في الأحساء، أن توافر المواشي المستوردة بكثرة في الأسواق سبب ضررا كبيرا لكافة التجار، إذ يتوافر "البربري" و"السواكني" بأسعار تتراوح بين 350 و650 ريالا وهذا يؤدي إلى عزوف المشترين عن المواشي المحلية رغم هبوط أسعارها وزيادة تكاليف معيشتها من الأعلاف والشعير. وأكد أن هناك عدة أمور ترتبط بتجارة الماشية لم تضعها وزارة الزراعة بعين الاعتبار، مثل توفير خزانات مياه وأدوية وتلقيحات للمواشي بشكل مستمر تفاديا للأمراض والأوبئة، ورواتب لبعض العمالة التي تعمل في مجال الماشية، وهذا ما سيؤدي إلى انسحاب كلي للتجار من سوق المواشي وسينتعش سوق المواشي المستوردة التي تعد أرباحها أكثر من 25 % من قيمتها الأصلية.