أكد أمير منطقة الباحة الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أن تساؤلات الإعلاميين تصب في مصلحة المنطقة وأهلها، حيث وجه حديثه لوزير النقل الدكتور جبارة الصريصري قائلاً "إن شاء الله ما تكون تساؤلات الإخوة الصحفيين قد تسببت في إزعاجك، وهي تساؤلات دائماً تصب في مصلحة المنطقة وأهلها". جاء ذلك عندما اعتذر الدكتور الصريصري عن إكمال المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس في مكتب أمير المنطقة بالإمارة. وبين الأمير مشاري في المؤتمر الصحفي أنه ناقش مع وزير النقل كافة مشاريع النقل في منطقة الباحة، وأنه اطلع على المشاريع المقبلة لمنطقة الباحة، كما ناقش معه طلبات الأهالي من الطرق. يذكر أن الصريصري قام بجولة تفقدية شملت عددا من الطرق التي تقوم الوزارة بتنفيذها في منطقة الباحة. وبحسب تقرير وزع أثناء زيارة وزير النقل على الإعلاميين، فإن الوزارة تقوم حالياً بتنفيذ 36 مشروعاً من الطرق الرئيسية والفرعية والثانوية بالمنطقة، ويبلغ إجمالي أطوالها أكثر من 1000 كلم بقيمة تقدر بمليارين و422 مليون ريال. بدوره، أوضح الصريصري، أن زيارته للمنطقة أتت بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين للوقوف على حاجة المنطقة من مشاريع الطرق، مؤكداً أن المنطقة ضمن المناطق التي صدرت توجيهات خادم الحرمين بتخصيص مبالغ ومشاريع إضافية لها من فائض الميزانية علاوة على تلك المعتمدة لها في الميزانية السنوية، مشيراً إلى أن الوزارة تنفذ مشاريع طرق في المنطقة تزيد تكاليفها على 2400 مليون ريال. ولفت إلى أنه في هذا العام اعتمد لها مشاريع تزيد على 670 مليون ريال. وعن سبب تأخر الاعتمادات المالية من قبل الوزارة لمشاريع الطرق في المنطقة، شدد الصريصري على أن جميع مشاريع الطرق تم توقيع كافة العقود المنفذة لها, وبالتالي لم يتأخر أي مشروع عن الترسية. وعن عدم مراعاة وزارة النقل للاشتراطات الهندسية في الكثير من الطرق من حيث الميول والتي تزيد عن النسبة المسموح بها وهي 8% إلى أن وصلت في بعض الطرق إلى ميول تجاوزت 45% ومخالفات هندسية أخرى لم تتم مراعاتها في طرق الباحة، أجاب الصريصري بأن الباحة من المناطق الجبلية ذات الارتفاع العالي في بعض المناطق وأن طبيعة المناطق الجبلية تفرض مواصفات معينة، مضيفاً "نحن في الواقع نقوم بتصميم الطرق بما يتناسب مع التصاميم الدولية المعتبرة لمثل هذه المناطق ومعلوم أن المناطق الجبلية لها مواصفات خاصة". وأشار إلى أن هناك بعض الطرق بنيت في الماضي لم تتم فيها مراعاة تلك الجوانب، مضيفاً أن الوزارة تقوم بدراسة مثل هذه الطرق سواء من المنحنيات أو المرتفعات، وسيتم تعديلها بما يتناسب مع شروط السلامة على هذه الطرق. وحول المنحنيات الخطرة الموجودة في طريق الباحة - الطائف، بين الصريصري أن الوزارة تنفذ هذا الطريق مع مراعاتها لأن تقوم بالتعديلات اللازمة لتلك الطرق، رافضاً أن يتم وضع سياج على جنبات طريق الباحة - الطائف بحجة أن ذلك سيحجز الطرق والمناطق عن بعضها البعض. وردا على سؤال عن بطء ورداءة تنفيذ بعض مشاريع الطرق بالمنطقة وعلى سبيل المثال ازدواجي بلجرشي - أبها بالرغم من إنفاق الدولة للملايين عليه، ووجود مقاولي "الباطن" أصحاب الإمكانات المتواضعة، قال الصريصري إن هناك منهجية لدى وزارة النقل بأن المقاول عندما يتهاون بأي طريقة من الطرق، نحاول أن نقوم بمساعدته كي يعيد برمجة عمله، وينفذ المشروع في المدة المحددة له، وذلك لأن سحب المشروع من المقاول يؤخر تنفيذه، مؤكدا أنه متى ما اتضح للوزارة عجز المقاول عن تنفيذ المشروع بالجودة المطلوبة ووفق الآلية المناسبة يتم سحب المشروع منه حسب النظام ومن ثم طرحه في مناقصة وتحميله التكاليف. وفي الوقت الذي كان يطرح فيها أحد الصحفيين تساؤلا عن الطريق الدائري بمدينة الباحة، اعتذر الصريصري عن إكمال المؤتمر وسط مطالبة وإلحاح الإعلاميين المتواجدين الذين كانوا يحملون العديد من التساؤلات في مقدمتها عدم الوضوح والشفافية من إدارة النقل والطرق بالمنطقة، والتواصل مع وسائل الإعلام إضافة إلى العشوائية والتأخير الكبير في إنهاء المشاريع خصوصا الطرق الرئيسية.