على الرغم من مرور 100 عام على تأسيس المدرسة الأميرية التي تعد منبعا للثقافة في محافظة ضباء "180 كلم غرب تبوك" في ظل غياب الفعاليات الثقافية عنها، طالب عدد من المثقفين والمبدعين بالإسراع في إنشاء النادي الأدبي ومبنى المكتبة العامة والمسرح الثقافي. وعود لم تنفذ أوضح رئيس اللجنة الثقافية لفرع أدبي تبوك بمحافظة بضباء محمد القصير، أن المحافظة تفتقر إلى أماكن تصلح للنشاط الثقافي، وقال "يوجد في المحافظة أرض خالية للمكتبة العامة، وهناك وعود لإنشاء مكتبة عامة كان من الممكن أن تنشط الثقافة في المحافظة". وأضاف "الأندية الأدبية مقصرة ولا تزال تدار مركزيا، ولدينا محاولة لعمل نشاط عن طريق اللجنة الثقافية بضباء، ولكن للأسف نعاني من قائمة ضعف الموارد المالية وغيرها، وضباء تحتاج اليوم لناد أدبي كونها من منظومة مدن الحجاز المعروف فيها الثقافة لأكثر من 150 عاما، في ظل وجود الأدباء في المنطقة، ولكن ما ينقصنا اليوم هو المكون الرسمي الذي يجذب ويشجع الشباب والجيل الصاعد"، مشيرا إلى أن الصحافة اليوم تغيرت والإعلام تغير والجذب الأدبي تغير ومن هذا المنطلق نحتاج أن نؤسس ونعيد التوهج ونجذب الأجيال بالثقافة، وقال القصير "ضباء اليوم تحتفل بمرور 100 عام على مدرستها الحكومية الأولى التي تسمى سابقا مدرسة أبو رشيد والمدرسة الأميرية التي تحولت إلى عمر بن الخطاب مؤخرا، ورغم مرور هذه السنوات لا يوجد في ضباء أي مظلة ثقافية من وزارة الإعلام، تحتوي على خريجين 100 عام من التعليم في ضباء وهذا الغياب الكبير أو الفارق الكبير يبين ما قدمته وزارة التعليم وما لم تقدمه وزارة الإعلام". مواهب ستتوارى أوضح الكاتب الصحفي عبدالله أبو هاشم، أن غياب الفعاليات الثقافية عن المحافظة يعود لافتقاد محافظة ضباء لأي مؤسسة ثقافية رسمية، وليس مجرد لجنة لا تقدم ولا تؤخر، حيث ستسهم المؤسسة الرسمية في رعاية الحركة والفعاليات الثقافية في المحافظة بالشكل الصحيح، وتجذب الشباب نحوها وتنمي ميولهم الثقافية وترعى مواهبهم وتشجعهم، مضيفا "هناك في المحافظة من يمتلكون المواهب في شتى المجالات الفنية والأدبية والثقافية وهؤلاء إن لم يجدوا من يحتويهم ويرعى مواهبهم وينميها ويشجعهم ويدعمهم، ستموت مواهبهم من غير أن يعلم أي أحد عنهم، والمحافظة ينقصها المكان الحاضن لهؤلاء الشباب الذي من خلاله يتم إبراز مواهبهم أمام الناس، كيف تريد أن تقيم فعاليات ثقافية في المحافظة ولا يوجد عندك أصلا نادي أدبي وجمعية ثقافة وفنون ترعى كل منهما هذا الجانب، فضلا عن عدم وجود مكان أو مقر أو مسرح مخصص لإقامة هذه الفعاليات الثقافية والفنية، فإذا أردنا أن ندعم الحركة الثقافية ونقيم فعاليات بشكل مستمر وصحيح ومفيد في المحافظة لابد من إنشاء نادي أدبي وجمعية ثقافة وفنون، وتخصيص مقرا لهما ودعمهما ماديا ومعنويا أي تخصص لهما ميزانية سنوية حتى تؤديا دورهما بالشكل الصحيح". سوء إدارة بدوره، علق الكاتب ناجي البلوي بقوله "المؤسسات الثقافية في المنطقة يديرها من ليس أهلا لها، وغياب النشاطات والفعاليات بمحافظة ضباء يعود لغياب دور اللجنة الثقافية بضباء والمكتبة العامة والكلية الجامعية، فهذه الجهات لم تقم بواجبها الصحيح، وهي مطالبة بإقامة الفعاليات والنشاطات الثقافية بضباء، وأطالب وزارة الثقافة والإعلام بإنشاء مركز ثقافي شامل بضباء يحتوي على مكتبة ومسرح وقاعة للمحاضرات والندوات وصالة للفنون التشكيلية".