أظهرت المخططات الأخيرة لتنظيم داعش الإرهابي في المملكة والتي أفشلتها الجهات الأمنية تغييرات في الإستراتيجية التي يتبعها التنظيم في اختياره للمواقع المستهدفة، فبين مسجد المصطفى في بلدة أم الحمام ومقهى السيف بجزيرة تاروت بمحافظة القطيف، تكشفت إستراتيجية جديدة للتنظيم عبر استهداف قرى الوسط وأماكن التجمعات الشبابية. الأطراف والوسط بعد استهداف التنظيم للمساجد والحسينيات في المناطق الطرفية والمركزية في سيهات والقديح والدمام ووسط مدينة القطيف، غير التنظيم وجهته ليدخل عناصره في عمق القرى القطيفية المحيطة بمدينة القطيف والمعروفة بقرى المحيط حيث شكلت بلدة أم الحمام وجهة للتنظيم. وأشار مصدر أمني مطلع إلى أن التعامل مع التهديدات الإرهابية لا يستثني أي منطقة ولا أي تجمع، وعيون الأمن تحيط بكل المناطق ولكن درجة الخطر ترتفع في مناطق وتنخفض في مناطق أخرى بالاعتماد على المعطيات الميدانية والمعلومات الاستخباراتية والمنهجية المتبعة في العمليات السابقة، حيث كانت المناطق الطرفية والمركزية هي المواقع التي يتم اختيارها من قبل عناصر التنظيم لسهولة وسرعة وصولهم لها، ومع تواجد الأمن بشكل دائم حول تلك المناطق ووجود احتياطات أمنية دائمة حول أغلب المساجد الكبيرة بالمنطقة غير عناصر التنظيم وجهتهم للقرى ظنا منهم أن التواجد الأمني سيكون بعيدا عنها ووجود الاحتياطات الأمنية حول المساجد سيكون قليلا أو شبه معدوم. وأضاف أن تواجد الجهات الأمنية في المنطقة المستهدفة كان قبل وصول عناصر التنظيم، حيث تواجدت دوريات أمن سرية حول جميع المساجد في بلدة أم الحمام، وتم رصد الإرهابي قبل وصوله ومن ثم محاصرته، مؤكدا بأن التواجد الأمني ورصد الحالة الأمنية لا يستثني أي منطقة.
استهداف المقاهي أكد المصدر الأمني، أن منهجية العناصر الإرهابية في استهداف المساجد لم تكن تشكل استثناء لدى الجهات الأمنية فالمواقع التي يختارها التنظيم يمكن أن تختلف وتتنوع، حيث تم وضع جميع أماكن التجمعات على أهبة الاستعداد بما فيها المطاعم والمقاهي، وتعكس الإجراءات الأمنية في المجمعات التجارية ذلك. وشكلت العملية الأخرى التي كشفت عنها الداخلية لاستهداف عناصر التنظيم لمقهى بجزيرة تاروت إستراتيجية جديدة أخرى عبر الانتقال من استهداف أماكن العبادة والتجمعات الدينية لاستهداف أماكن التجمعات الشبابية والتسلية ما يظهر بأن التنظيم على استعداد لاستهداف أي موقع يمكنه الوصول له.