لا يقاس عمر الإنسان بسني حياته التي قضاها، بل يقاس العمر بحجم المنجز الذي تحقق في هذه السنوات، لذا سنذكر بعض الشخصيات التي تفوقت على أنفسها وعلى الآخرين على سبيل المثال لا الحصر بحيث يوضح كيف يكون الإنسان رقماً صعباً في معادلة الحياة. ففي مجال الدعوة نستعرض سيرة الداعية والطبيب الكويتي عبدالرحمن السميط مؤسس الدعوة في إفريقيا والذي أسلم على يديه 11 مليون مسلم في ظرف 30 عاماً بالإضافة إلى الأعمال الخيرية المختلفة . كما لا يفوتنا وفي الزمن القريب ذكر مجهودات مجدد الدعوة في الجنوب الشيخ عبدالله القرعاوي، حيث كانت حصيلة دعوته ما يزيد عن 1376 مدرسة في فترة وجيزة عمّ نفعها أنحاء المملكة. وفي مجال التأليف نذكر الإمام النووي الذي تميز بغزارة إنتاجه وكذلك العالم ابن الجوزي صاحب كتاب صيد الخاطر الذي تميز بكثرة مصنفاته في عهد الدولة العباسية بلغت نحو ثلاثمائة مصنف في التفسير والحديث والتاريخ واللغة والطب وغيرها، ومنهم من مات صغير السن بحدود الخامسة والثلاثين كالشيخ حافظ الحكمي بمؤلفات كثيرة، منها ما هو مرجع للدراسات العليا في الكليات الشرعية. أما في مجال الاختراعات فيتصدر القائمة المخترع الأميركي توماس ألفا أديسون الذي أضاء العالم بمصباحه الكهربائي وبما يزيد عن ألف اختراع كان لها أثر على البشرية مثل تطوير جهاز الفوتوجراف وآلة التصوير السينمائي بالإضافة إلى المصباح الكهربائي المتوهج. إن ما تحقق لهؤلاء المبدعين وأمثالهم لم يأت من فراغ بل تم عن طريق إخلاص في أعمالهم بتخطيط مدروس وتحديد للأهداف وترتيب للأولويات وإدارة واستثمار الوقت بصورة صحيحة.