حذرت مؤسسة "ريفت فالي" الحقوقية أمس من أن التنازع حول نتائج استفتاء جنوب السودان على تقرير المصير في يناير المقبل قد يشعل من جديد واحدة من أطول وأشرس الحروب في إفريقيا. وأضافت مؤسسة ريفت أن مصداقية الاستفتاء "مهددة بسبب مشاكل لوجيستية فضلا عن مزاعم تعمد ساسة شماليين يرفضون انفصال الجنوب تعطيله". وقال التقرير الذي صدر بعنوان "سباق مع الزمن" إنه "في حالة التصويت ضد الوحدة فإن استفتاءً جنوبيا تشوبه عيوب فنية خطيرة من شأنه أن يضر بشرعية الانفصال." وأضاف "سينطوي التنازع بشأن النتيجة على مخاطر جسيمة من حيث العودة المحتملة إلى المواجهة العسكرية بين الشمال والجنوب." وقال التقرير إن ضغط الوقت يجعل "من المستبعد بشكل متزايد إجراء استفتاء دون أوجه قصور إجرائية" ومن شأن الافتقار الى الوضوح في عملية التصويت أو حرمان أعداد كبيرة من الناخبين من الإدلاء بأصواتهم أن يثير شكوكا بشأن صحة النتيجة. وتابع التقرير أن على مفوضية الاستفتاء بذل جهد "هائل" لضمان النظر إلى الاستفتاء على أنه عملية أكثر نزاهة من انتخابات الرئاسة والانتخابات البرلمانية التي جرت في أبريل نيسان هذا العام وانتقدتها جماعات المعارضة. وقال رئيس المفوضية المسؤولة عن تنظيم الاستفتاء، إنها ستكون بمثابة معجزة إذا أجري الاستفتاء في الموعد المقرر له. وأوضح محمد إبراهيم خليل أن الجدول الزمني ضيق جدا وأعلن تأجيل عملية تسجيل الناخبين لمدة يوم واحد لتبدأ في 15 نوفمبر. وأضاف أن المفوضية لم تتسلم أي أموال من برنامج الأممالمتحدة الإنمائي لتمويل الاستفتاء رغم أن البرنامج قال إنه قدم أكثر من سبعة ملايين دولار من أجل الاستفتاء. وتابع أن إجراء الاستفتاء في الموعد المقرر له سيحتاج إلى معجزة بسبب الصعوبات والجدول الزمني الضيق. وأضاف أن المفوضية تواجه عقبات جديدة يوميا في الوقت الذي تكافح فيه لإجراء الاستفتاء في موعده في التاسع من يناير. إلى ذلك أعلن رئيس مكتب الجامعة العربية في السودان السفير صلاح حليمة أن الجامعة ستشارك في مراقبة الاستفتاء على مصير جنوب السودان ببعثة تضم نحو 50 مراقبا. وقال إنه سيتم توزيع هؤلاء المراقبين في كافة مناطق الاستفتاء، مشددا على حرص الجامعة على عقد الاستفتاء في موعده بشفافية ونزاهة. وأضاف حليمة أن "الجامعة العربية ستعقد مؤتمر جوبا 2 لإعمار وتنمية جنوب السودان بعد الاستفتاء وبغض النظر عن نتيجته"، موضحا أن "المؤتمر يهدف إلى المساعدة على إعمار وتنمية الجنوب وتأسيس بنية تحتية تربط شمال وجنوب السودان، وتعزيز المصالح المشتركة بينهما". وأكد حليمة حرص الجامعة العربية على تطبيق مقررات اتفاق السلام بجعل الوحدة خيارا جاذبا لأهل جنوب السودان. وأشار إلى أن "الجامعة العربية على اطلاع بكافة الجهود الرامية لمعالجة مشكلة أبيي"،مضيفاً أنها "ليست بعيدة عن الجهود الدولية والوسطاء القائمين بتقريب وجهات النظر بين الطرفين". وقال إن الجامعة العربية حريصة على دورها الإنساني في السودان، وخاصة في إقليم دارفور، وهناك آلية مشتركة بين الجامعة العربية والسودان حيث عملت على تشجيع عودة النازحين داخل الإقليم إلى قراهم، كما أن جهودها بدأت تتجه لإعادة اللاجئين الموجودين خارج حدود السودان وخاصة في تشاد".