فيما تشهد بعض مناطق المملكة ارتفاعا في درجات الحرارة خلال تلك الفترة رسمت دراسة حديثة أجريت خلال موسم الحج 1436 ملامح خطة بعيدة المدى لمواجهة التغيرات المناخية خلال أيام الحج، ولا سيما درجات الحرارة التي تشهد ارتفاعا ملحوظا خلال الموسم. وأوردت الدراسة 5 متطلبات لمواجهة تلك التغيرات تمثلت في: تجنب مسببات الإجهاد الحراري، وعمل مظلات في المشاعر وطرق المشاة لتبريد الأجواء، وتوفير المشروبات والتغذية الجيدة، ومراعاة الحالات الصحية الخاصة عند النفرة والوقاية من ضربات الشمس وأمراض الجفاف. الإصابات الحرارية خلصت الدراسة التي جاءت بعنوان "الأثر الصحي للمتغيرات المناخية بين الحجاج والمعتمرين" إلى أن الارتفاع المستمر في درجة حرارة المناخ خلال موسم الحج الماضي والتذبذب في نسبة الرطوبة أديا إلى وجود اطراد ملحوظ في عدد حالات الإصابات الحرارية مع وجود عوامل الخطورة، وتوقعت الدراسة استمرار ارتفاع الحرارة خلال مواسم الحج المقبلة. وأكد الباحث بمعهد أبحاث خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة الدكتور عمر بشير أحمد ل"الوطن" أن الدراسة شارك في إعدادها تركي محمد حبيب الله وعصام عبدالحليم مرسي وعاطف محمد فتحي وسيد منير وفوزية باشال وماهر شلظوم، وسعت إلى معرفة أثر الإجهاد الحراري الناتج من التغيرات المناخية على صحة الحجاج والمعتمرين، وإيجاد مؤشر مناسب له ومدى تأثيراته الصحية، وذلك تمهيدا لإيجاد أمثل الحلول لحماية صحة الحجاج والمعتمرين. ارتفاع درجات الحرارة وأضاف، لوحظ خلال مواسم الحج الأخيرة ارتفاع لدرجات الحرارة ونسب الرطوبة بمكةالمكرمة وما حولها، وبالتالي فإن الإصابات الحرارية وأمراض الجفاف والضربات الحرارية تعد من أكثر المشاكل التي تواجه الحاج والمعتمر أثناء تأدية المناسك. وقد هدفت الدراسة إلى معرفة أثر الإجهاد الحراري الناتج عن التغيرات المناخية على صحة الحجاج والمعتمرين، وإيجاد مؤشر مناسب له ومدى تأثيراته الصحية، وذلك تمهيدا لإيجاد أمثل الحلول لحماية صحة الحجاج والمعتمرين. لذلك تم أخذ قراءات المتغيرات المناخية من المحطات الأتوماتيكية المناخية الموزعة بمدينة مكةالمكرمة، والتي سجلت أعلى متوسط لدرجة الحرارة في العاشر والحادي عشر من ذي الحجة 1436. منهج الدراسة تضمنت هذه الدراسة رصد الإصابات الحرارية "ضربات الشمس والإجهاد الحرارية" وأعلى قيمة درجة حرارة وأعلى نسبة رطوبة وأعلى سرعة رياح خلال الأعوام 1425 إلى 1436، كما تم رصد الإصابات الحرارية "ضربات الشمس والإجهاد الحرارية" وأعلى قيمة درجة حرارة وأعلى نسبة رطوبة وأعلى سرعة رياح خلال موسم الحج 1436. أنواع الاضطرابات الفسيولوجية عند ما يعجز الجسم في ردود أفعاله تجاه درجات الحرارة المرتفعة، تبدأ الاضطرابات الفسيولوجية في الظهور دليلا على عدم التكيف، ومنها: الإجهاد الحراري، ضربة الشمس، الأزمة القلبية وارتفاع ضغط الدم. الإجهاد الحراري ويحدث الإجهاد الحراري (Heat exhaustion) عند التعرض للجو الحار الرطب، والذي كما تم تعريفه عالميا الارتفاع في درجات حرارة المكان أو عند بذل مجهود شاق نتيجة لفقدان الجسم كمية كبيرة من السوائل والأملاح المعدنية عن طريق إفراز العرق بصورة غير طبيعية لمجابهة الوسط، مما يؤدي إلى اضطراب في وظائف الجسم. ومن أعراض الإجهاد الحراري الضعف العام والصداع، وعدم الاتزان، وشحوب وغثيان وبرودة في الجسم، وعطش وانخفاض في ضغط الدم، وسرعة النبض والتنفس وتقلص في العضلات، واضطراب في الرؤيا أي بداية أعراض الصدمة. ضربات الشمس هي نوع من أنواع حالات ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل غير طبيعي لتصل إلى 41 م أو أكثر. ويتصاحب هذا الارتفاع مع أعراض جسدية وعصبية متعددة. وتعتبر ضربات الشمس من أكثر الأمراض خطورة المتعلقة بارتفاع درجات الحرارة، وتندرج تحت قائمة الحالات الحرجة، لأن ارتفاع درجات الحرارة الناتجة عن ضربات الشمس قد يؤدي إلى تلف أجزاء من الدماء، بالإضافة إلى تلف بعض الأعضاء الداخلية من جسم الإنسان، والتي ينتج عنها تشنجات في الجسم بسبب ارتفاع درجة حرارته، وبالتالي يؤدي إلى حالات الإغماء أو الإرهاق الشديد نتيجة لارتفاع حرارة الجسم. المحاور الصحية والمناخية تتناول الدراسة المحاور الصحية والمناخية للتعرف على سجل الإجهاد الحراري وحوادث ضربات الشمس ورصد درجة حرارة الجو والرطوبة النسبية وسرعة الرياح في الأعوام السابقة، ومؤشرات الجهد البشري اللازم لأداء مناسك الحج والتنقل بين المشاعر، وعلاقتها بالعمر والجنس والحالة الصحية للحجاج، وقد هدفت إلى دراسة أثر الإجهاد الحراري الناتج عن التغيرات المناخية على صحة الحجاج والمعتمرين، وإيجاد مؤشر مناسب للإجهاد الحراري ومدى تأثيراته الصحية في مستويات تعرض الحجاج والمعتمرين. وكذلك وصف العوامل المرضية والفسيولوجية التي تقف خلف تدني صحة الزوار والحجاج بسبب الإجهاد الحراري. قراءات المتغيرات المناخية تم أخذ قراءات المتغيرات المناخية من المحطات الأتوماتيكية المناخية الموزعة بمدينة مكةالمكرمة والتابعة لمعهد خادم الحرمين الشريفين بجامعة أم القرى، كما تم في هذه الدراسة التطرق للبيانات السابقة لدرجات الحرارة والإصابات الحرارية للأعوام 1425 - 1435، وتمت مقارنتها بنتائج موسم 1436، والذي تم فيه التعرف على سجل الإجهاد الحراري وحوادث ضربات الشمس في 258 عينة من المصابين في موسم 1436، ورصد الخصائص الديموجرافية لهم، كالجنس والجنسية والعمر والأمراض المزمنة وأماكن وقوع الإصابات، كما تم أخذ بيانات تحاليل أملاح الصوديوم وضغط الدم ودرجة حرارة المريض ومستشفيات الإصابة وعدد المتوفين الذين تشافوا.. وذلك باستخدام استمارة جمع معلومات خاصة.