إذا سألك بعض السائقين المثاليين بسؤال حاد نتيجة عدم استطاعته التعايش مع الفوضى المرورية في عقبة (شعار)، وكنت بحاجة إلى إرشاد في الوصول إلى إجابة مقنعة للسائل دون أن تقع في حرج وقبل أن يتصبب العرق من على جبينك من الخجل.. فبعد التأمل في وسط الفوضى في عقبة شعار تبين لي عدة إجابات يمكن أن تختار واحدة منها وبعدها يصبح الشخص السائل من المدمنين على شلل حركة السير وتقلبات مزاجاتنا ويتأقلم عليها ونقلل من لومه علينا ويرتدي ثوب العشوائية ونرتاح من فضوله... أولا: ذكره أن (ساهر) المعني بمراقبة السرعة على الطريق يتمركز في مكان واحد بدلا من إضاعة وقته، وهو يتقيد بالسرعة المحددة ويلتزم بمساره وحتى لا يشغل تفكيره بالتخمين عن مكان تمركزه.. حيث يحظر عليهم التمركز في المنعطفات أو الأماكن الخطرة. ثانيا: بطريقة ذكية ومدهشة يمكن أن يستعين بسيارات الإسعاف - إذا تزامن وجودها في العقبة - للسير خلفها. ثالثا: مع رجائي أن تحتفظ بهذه الإجابة وأنت تصف الحالة لذلك القائد المثالي وتحرص على سريتها (دورية المرور لا تتواجد إلا إذا اختنق السير وانشلّت الحركة، فعندما تلوح لك بوادر تعثر السير وأنانية بعض قائدي السيارات في تجاوزهم إلى المسار القادم فاستأذن بابتسامة جميلة واستعطف صاحب السيارة الملاصقة لك بإيجاد فرجة للدخول والانتظام في السير)! قبل شهرين أو أكثر كتبت عن عشوائية السير في عقبة شعار وطلبنا من مرور عسير تطبيق النظام بحق المخالفين فيما يخدم المصلحة العامة ويظهرنا بصورة أكثر حضارية.. ولكن لا تزال تلك الفوضى تضرب بجذورها وكأن الجهة المعنية غير مكترثة لما يحدث من فوضى. يا مرور عسير هذه لمحات عن الفوضى التي تتكرر بشكل مستمر في العقبة، وما تم السكوت عنه أعظم، أكتبها بلغة المشفق المحب لوطنه والقضية ليست معقدة ولا مستحيلة، فقط تحتاج إلى جدية وطموح وإصرار وتحريك الدورة الدموية من خلال النزول إلى الميدان، ولا بأس بإيجاد حجز السيارات المخالفة مرة ومرتين، وذلك بالاستعانة بوسائل أخرى كالدورية السرية غير الثابتة حتى يتسنى لكم من خلالها ضبط المخالف، فأنا على يقين بأن فيكم الروح العالية الممتلئة بالجد والإنجاز للحد من هذه الظاهرة.