حذَّر كُتَّاب فرنسيون القمة الثالثة عشرة للدول الناطقة بالفرنسية (فرانكوفونية) التي افتتحت أعمالها أول من أمس في مدينة مونترو السويسرية من ابتلاع لغة شكسبير للغة موليير، وحثَّوا على "حماية اللغة الفرنسية من الضياع". وقالوا في رسالة قوية وجهوها للمؤتمر: "عليكم العمل على تعزيز حضور اللغة الفرنسية على الصعيد الدولي بدلاً مِن البحث في قضايا جانبية". وقالت مجموعة من الكُتَّاب شكلوا منظمة أطلقوا عليها اسم (مُستقبل اللغة الفرنسية) إنَّ "غزو الكلمات الإنجليزية يفرض اليوم تهديداً للغة الفرنسية أكثر خطورة من التهديد الذي فرضه الاحتلال الألماني على الهوية الوطنية الفرنسية تحت الحكم النازي." ودعت المجموعة، التي تلقت دعماً من ثماني منظمات تدعم اللغة الفرنسية، القمة إلى "وقف طوفان الإنجليزية،" باعتباره "التحدي الرئيس الذي يواجه الفرنسية"، وقالت "هناك اليوم من الكلمات الإنجليزية على جدران باريس أكثر من الكلمات الألمانية خلال الاحتلال النازي". وأضافت المجموعة في رسالتها التي حصلت "الوطن" على نسخة منها: الإنجليزية أصبحت اللغة السائدة للشبكة العنكبوتية، ولغة هيئات مراقبة السيطرة الجوية، وأجهزة الحاسوب، والتجارة الدولية، وابتداءً من عام 2030 سيصبح عدد الصينيين الذين يتكلمون الإنجليزية أكثر من عدد الأمريكيين. وقالت: في عام 2001 أصبح مَن يتحدث الإنجليزية أكثر من واحد من كل ثلاثة من ال350 مليون مواطن في الاتحاد الأوروبي، في حين أن أقل من واحد من كل عشرة يتحدث الفرنسية خارج حدود فرنسا نفسها. وحذَّرت قائلة: حتى في البلدان التي كان فيها تأثير الفرنسية قوياً كالمغرب، والجزائر، وسوريا، وفيتنام، وكمبوديا، وتشاد وأماكن أخرى، نجد الإنجليزية تتقدم في هذه البلدان بنجاح. وقالت الرسالة: الإنجليزية الآن اللغة الرسمية المُستخدمة في منظمة البلدان المُصدِّرة للنفط (أوبك)، وهي لغة العمل الوحيدة للرابطة الأوروبية للتجارة الحرة (تضم الدول الأوروبية غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي: النرويج، آيسلندا، سويسرا، ليخنشتاين)، والاتحاد الأفريقي للهوكي، ومؤسسة علوم الأحياء البحرية لدول البلطيق، ورابطة العدائين الآسيويين. وقالت: الإنجليزية هي أيضاً اللغة الثانية بعد العربية للمنظمة العربية للنقل الجوي، واللغة الثانية بعد الإسبانية في هيئة الحقوقيين لدول أميركا اللاتينية.