عزا مراقبون فشل المحاولة الانقلابية التي حدثت في تركيا ليلة أول من أمس، إلى أسباب أبرزها: أنها لم تحظ بدعم الجيش كله، وإنما قادتها مجموعة صغيرة افتقرت للخبرة والتخطيط، مشيرين إلى أن فشل المحاولة يصب في مصلحة إردوغان ويعزز طموحاته السياسية. وقال مدير معهد "إدام" البحثي، الباحث الزائر لدى معهد "كارنيجي" الأوروبي، سنان أولغن، إن الجيش كله لم يشارك في الانقلاب مثلما حدث في الانقلابات السابقة التي عرفتها تركيا وإنما نفذته مجموعة احتجزت بنفسها قائد الجيش رهينة. وأضاف "قامت بذلك مجموعة لا تنتمي إلى المراتب القيادية، وهي مجموعة صغيرة في الجيش نسبيا، ويدل خطف قائد الجيش على أن العملية لم تكن لها خطط". وتابع "عندما لاحظ الناس أن الانقلابيين لا يحظون بدعم الجيش، كان من السهل الوقوف في وجه الانقلاب، وكانت كل الظروف ضد الانقلابيين، مستشهدا بشيوع وسم على تويتر مفاده: ليس انقلابا وإنما مسرحية. عملية كاذبة أوضحت المحاضرة في السياسة والعلاقات الدولية في جامعة نوتنجهام ترنت في بريطانيا، ناتالي مارتن، أن المحاولة بدت محكوما عليها بالفشل من البداية، وقالت "هذا أشاع الشكوك بأنه من الممكن تماما أن يكون انقلابا كاذبا". إلى ذلك، قال الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات في واشنطن، أفكان أردمير، إن الانقلاب كان نتيجة عوامل عدة أبرزها مخاوف الجيش من النظام الجديد الذي يعد له إردوغان. وأضاف أن الأسباب الأخرى تتضمن "أحد آخر التطورات المتمثلة في قانون إعادة تشكيل المحاكم العليا، وكذلك رفض إردوغان البقاء على الحياد". خياران أمام الرئيس عن الخيارات أمام إردوغان بعد فشل المحاولة الانقلابية، قال أردمير: "يمكنه إما البناء على واقع أن جميع الأحزاب دعمته وأن يبدأ عهدا من التوافق، وإما أن يستغل هذا كفرصة لتعزيز حكم الرجل الواحد". وتابع "سيخرج إردوغان من الوضع أقوى، ولكن السؤال هو عما إذا كان يرغب في استخدامه من أجل اعتماد سياسة أكثر توافقية". وأردف "إنها فرصة فريدة لتحقيق أجندة ديموقراطية أكثر طموحا. ولكن السيناريو المرجح هو أن يستخدم إردوغان هذا لتحقيق طموحاته الشخصية وإقامة نظام رئاسي". الأسباب والدوافع عن الأسباب التي حركت المحاولة الانقلابية، أوضح مراقبون أنه خلال السنوات الأخيرة، عبر معارضون وحكومات أجنبية ومواطنون أتراك عن مخاوفهم من الاتجاه نحو نظام تسلطي في ظل إردوغان، منذ أن أصبح أول رئيس منتخب مباشرة من الشعب في صيف 2014. وأضافوا أنه يطمح لتغيير الدستور التركي الذي صيغ في 1980 إثر آخر انقلاب عسكري، بهدف تبني نظام شبيه بالنظام الرئاسي الأميركي يعزز سلطاته كرئيس.