تفاعل مختلف شرائح المجتمع التي وفدت بشكل كبير إلى مركز الحرف اليدوية والتراث الوطني، وسط مدينة بريدة، خلال أيام عيد الفطر المبارك، واستمتعت بفعالية "عيد الأولين"، والتي مزجت بين أصالة الماضي في مثل هذه المناسبة السعيدة، وخصوصيتها الوطنية والوجدانية والتراثية، إذ تفاعل زوار المركز مع جميع البرامج المقامة، من العروض الفلكلورية والعرضة السعودية، والقصائد الشعرية، والألعاب الشعبية، والفقرات الإنشادية والترفيهية للأطفال على المسرح، وزواج زمان بالسيارات الكلاسيكية. وتناول الحضور مائدة العشاء من المأكولات الشعبية التي تشتهر بها بريدة وتقدم في الأعياد، والمعدة من أنامل الأسر المنتجة خلال الطبخ الحي والمباشر أمام الزوار، وشهدت محلات الحرفيين وهواة التراث أعدادا كبيرة من الأسر التي قدمت بصحبة أطفالها للاحتفال بالعيد، واطلاعها على الحرف اليدوية ومهن الآباء والأجداد في الماضي، واستمتع الجميع بالفعاليات التي تواصلت حتى منتصف الليل في جميع أرجاء المركز الذي استلهم ديكوراته من الطراز المعماري القديم الذي اشتهرت به مدينة بريدة، عبر الزخرفة المعمارية الأصيلة التي أضفت رونقا جميلا على ليالي العيد في أجواء تراثية جميلة. وتأتي إقامة فعالية "عيد الأولين" بتنظيم من البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية "بارع"، وبمشاركة إمارة منطقة القصيم، والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وأمانة منطقة القصيم بالتعاون مع مؤسسة وخم لتنظيم الفعاليات والمهرجانات، وذلك لإحياء أهم المظاهر التي تقام في عيد الفطر المبارك، وإعادة الماضي الجميل للحياة، توثيقا لموروثات تاريخية واجتماعية مهمة للأجيال المقبلة، مع إظهار العادات والتقاليد التي اندثرت في زخم التغييرات التي طالت أطياف المجتمع ومختلف مجالاته، لتحكي للأجيال الحالية كيف كان الأجداد والآباء يعيشون هذه المناسبة السعيدة، وتروي التفاصيل التي كانت سائدة في ذلك الزمن الجميل بمدينة بريدة.