اتجه العديد من السعوديات من خريجات التعليم العالي لتعلم مهارات التدريب، لتنمية قدراتهن، وتعزيز فرصهن في العمل في مجال التدريب بمراكز التدريب المعتمدة من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وذلك بعد اجتيازهن للاشتراطات اللازمة، وأهمها الحصول على أكثر من 200 ساعة تدريبية ليتحولن بعد ذلك إلى مدربات معتمدات. تقول المدربة إيمان الوادعي (جامعية) "إن مشكلة البطالة من أهم المشكلات التي تحاصر الفتاة السعودية، والتي جعلتها تنطلق للبحث عن بدائل، والتي كان من أهمها تدريب العديد من خريجات المرحلة الجامعية على مهارات التدريب للعمل في مراكز التدريب كمدربات، وتقديم برامج تدريبية في تحليل الشخصية وبنائها. وأضافت إيمان أنها من خلال تجربتها استفادت من الحصول على أكثر من 200 ساعة تدريبية لتتحول إلى مدربة معتمدة في مركز الفكر الناجح، مبينة أن هذه الدورات شملت العديد من الشابات السعوديات الباحثات عن العمل، واللائي حصلن على دورات معتمدة في إعداد المدربات المعتمدات. وأضافت أنها الآن تقدم برامج لتطوير المجتمع من خلال تعلمها مهارات الإلقاء، وتحليل الشخصيات، وتوصيل المعلومات عن طريق الإيحاءات والحركات. وأضافت المدربة شاهرة القحطاني (جامعية) أن "تعلم مهارات التدريب اختصرت الكثير على خريجات الجامعة اللائي لم يحصلن على وظائف، وتحولن إلى طاقات معطلة، وبتعلم أبجديات التدريب تحولت هؤلاء الخريجات إلى مدربات. وأشارت إلى أن لهذه الدورات التدريبية أثرا إيجابيا على أسرة وحياة ومجتمع الفتاة السعودية، لأن معظم هذه الدورات تعمل على تعريفها بشخصيتها، ومواطن القوة والضعف، وتجعلها قادرة على قراءة واقعها بشكل جيد، وتنمية الذات، وآلية التعامل مع الآخرين". من جهتها أكدت مديرة مركز الفكر الناجح فاطمة غزواني أن المركز أهل للعمل 75 مدربة سعودية من خريجات التعليم العالي، وأن هؤلاء المدربات انطلقن إلى ميدان العمل للتدريب في الجهات الحكومية والخاصة، وقد أثبت العديد منهن كفاءة عالية في التدريب. وأضافت أن المركز عمل على استثمار طاقات الخريجات السعوديات بما يعود عليهن وعلى مجتمعهن بالنفع، حيث تمت مراعاة احتياج المنطقة لمدربات في المجالات المختلفة، وإعداد برامج تبعا لحاجة المجتمع النسائي وتقديم المدربات بشكل أولي من خلال ورش عمل، وتدريبهن على يد متخصصين في مهارات التدريب، ليتم بعد ذلك الانطلاق إلى تدريب كافة شرائح المجتمع من معلمات ومشرفات وربات بيوت. وأبانت أنها استهدفت الخريجات الجامعيات بهذه البرامج للاستفادة من خبراتهن في مجال التدريب، مؤكدة أن هناك شروطا يجب أن تتوفر في المدربة، وهي حصولها على ما لا يقل عن 200 ساعة تدريبية لتقيم ورش العمل، وتقديم دورة عند وصول ساعات التدريب إلى 500 ساعة معتمدة. وأشارت غزواني إلى أن العديد من المدربات السعوديات قدمن أكثر من 7 برامج سنويا، حيث درب المركز أكثر من 1900 متدربة من خلال كوادر المدربات، وقد شملت الدورات برامج تطوير الذات وتطوير الذات، والتطوير الإداري والمالي والاجتماعي، كما سيتم التركيز خلال المرحلة المقبلة على التطوير المهني والحرفي، والتطوير الفكري. وأبانت الغزواني أن جميع البرامج التدريبية معتمدة من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وأنه يتم استقطاب أشهر المدربين لدعم المدربة السعودية لتقدم البرامج المختلفة التي تهم المجتمع.