أوضح سياسيون عراقيون، في تصريحات إلى "الوطن"، أن زيارة ولي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، إلى الولاياتالمتحدة اكتسبت أهمية كبيرة نظرا لما تشهده المنطقة من أحداث تتطلب تضافر الجهود لحفظ أمنها واستقرارها، وتعزيز التعاون المشترك لمكافحة الإرهاب بكل أشكاله ومظاهره. مشيرين إلى أن بغداد تعول على الزيارة لتفكيك العديد من الإشكالات، لا سيما أن الوضع في العراق كان أحد الملفات الرئيسية للزيارة. وقال الخبير الأمني، هشام الهاشمي، إن تبني المملكة رؤية 2030 في تنفيذ برامج تنموية يتطلب الانفتاح على الدول الكبرى لتعزيز التعاون المشترك، مضيفا في الوقت ذاته أن الزيارة حملت أبعادا إقليمية تتعلق بضرورة بلورة موقف موحد للحد من نشاط الجماعات الإرهابية المتمثلة في تنظيم داعش. وأضاف "المملكة أعلنت مشاركتها في التحالف الدولي، وشكلت في الوقت ذاته تحالفا إقليميا لمواجهة الإرهاب بمشاركة دول عربية وإسلامية، وتحركت على أكثر من صعيد لتفعيل الجهد الدبلوماسي في إطار إرساء علاقات بناءة تخدم مصالح الشعوب، مع استعدادها لتقديم الدعم والمساعدة لضمان استقرار الأوضاع في العراق". تعزيز الاستقرار أعرب عضو لجنة العلاقات الخارجية، النائب عن التحالف الكردستاني، عبدالباري زيباري، عن اعتقاده بأن الزيارة الأخيرة للأمير محمد إلى واشنطن، يمكن أن تعزز فرص ضمان استقرار الأمن في المنطقة، وقال "سبق للعراق أن أبرم اتفاقية تعاون أمني مع الولاياتالمتحدة لكنها لم تفعل بشكل يضمن فيها خدمة مصالحه، وذلك بسبب قصور في الدبلوماسية العراقية حال دون توظيف العلاقات لخدمة المصالح الوطنية. ونحن نشكو ضعفا واضحا في تفعيل دور الدبلوماسية لخدمة مصالحنا الوطنية، بينما استطاعت دول إقليمية، منها: المملكة العربية السعودية أن تحقق حضورا دوليا كبيرا، وزيارة الوفد السعودي إلى واشنطن تعكس جانبا من تجربة الرياض في امتلاك قوة التأثير وتقارب المواقف في العديد من القضايا". التدخل الإيراني أكد المحلل السياسي، عمر المشهداني، أن بؤر التوتر في المنطقة العربية أصبحت خارج السيطرة، مرجعا ذلك إلى عوامل منها: التدخل الإيراني وانتشار السلاح المنفلت، واتساع نشاط الجماعات الإرهابية والميليشيات المرتبطة بطهران. وقال "الاضطراب الأمني في العراق وسورية واليمن يعود لسبب واحد مباشر يتلخص في التدخل الإيراني، ورغبة طهران في بسط نفوذها في المنطقة"، لافتا إلى أن تعزيز العلاقات بين الرياضوواشنطن في المجالات كافة يمكن أن يكون قاعدة انطلاق لمواجهة مخطط طهران في توسيع نفوذها في المنطقة. وأضاف "أثبتت الشواهد والوقائع بعد الإطاحة بنظام صدام حسين أن الجانب الإيراني يعد العراق حديقته من الجهة الغربية، لكن زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى الولاياتالمتحدة رسخت القناعة لدى القوى العراقية المعروفة بتوجهاتها الوطنية بأن تطوير العلاقات السعودية الأميركية ستسفر عنه نتائج إيجابية تتمحور في نقاط أبرزها: منع انتقال نشاط الجماعات الإرهابية، الحد من النفوذ الإيراني، تشخيص الميليشيات المرتبطة بطهران، واتخاذ خطوات عملية في مجال تحقيق التنمية وإقامة المشاريع الإستراتيجية". مستقبل المملكة بينما وصفت تقارير صحفية، الأمير محمد بن سلمان، بأنه يمثل مستقبل المملكة لإطلاقه برنامج التحول الوطني 2020 كجزء من مبادرة رؤية عام 2030، بهدف توجيه اقتصاد البلاد بعيدا عن الاعتماد على احتياطات النفط، دعا الخبير الاقتصادي، ضرغام جاسم، الحكومة العراقية إلى الاستعانة بالتجربة السعودية، مشيرا إلى أن اتفاقية الإطار الإستراتيجي المشترك المبرمة بين بغدادوواشنطن تتضمن فقرات اقتصادية لم تأخذ طريقها للتطبيق، مستدركا أن الزيارة الأخيرة إلى الولاياتالمتحدة فتحت آفاق التعاون المشترك بين البلدين، مبينا في الوقت ذاته أن المملكة معروفة بانفتاحها على الدول الكبرى وبما يخدم مصالح شعبها".