تصلنا على هواتفنا المحمولة عشرات الرسائل حول قضايا دينية أو توسلات عرفانية أو رسائل تحض على عمل هذا الشيء ، مرفقة بعبارة تحذير ، إذا لم تعد إرسالها إلى عشرين شخصاً فقد يموت قريبك أو تتطلق زوجتك أو يختطف أحد أولادك، أهملها أحد الأشخاص فتحول إلى قرد وتجاهلتها امرأة فسخطها الله إلى سمكة، لكن أحدهم أرسلها كما يجب فأنجبت زوجته 3 توائم ، وتلقى هدية من شخص كان يعتبره عدواً. ورداً على هذه الرسائل يسخر أحدهم منها في مدونة "مشاهد" http://www.mushahed.com/?p=589" فيقول : كرر إرسال "افتح ياسمسم أبوابك" إلى عشرة أشخاص ، وإذا فعلت ذلك سترى نعمان في منامك ، وإذا أرسلتها إلى أكثر من 10 أشخاص سترى نعمان بالألوان وسيأتيك كعكي بالحلوى ، ولا تهمل هذه الرسالة، إنه موضوع جدي، فقد أرسلت إلى شخص وأهملها فانقطعت عنه قناة "سبيس تون" وشخص آخر عمل بها فرزق شريط ميكي ماوس الأصلي ، وأرسلت إلى شخص فاستهزأ بها فتحول إلى بوكيمون. الرابح الوحيد من هذه الرسائل هو شركات الاتصالات. وفي التحقيقات الجرمية أول ما يسألون عن المنتفع من وراء الجريمة ، ولا بد أن الجميع يسألون من أعطى هؤلاء الناس أرقام هواتفنا ؟ فحين تصل رسالة إلى هاتفك تدعوك إلى شراء هذا الشيء أو ذاك ، ورسالة أخرى تدعوك إلى سماع هذا النشيد أو ذاك وثالثة تروج لنوع من الصحون أو الشطة ، فلا بد أن تسأل من أعطى هؤلاء أرقام هواتفنا حتى تسلطوا علينا؟ قبل سنوات كنا نفرح حين تصلنا رسالة ، لأن المرسل عادة إما أن يكون صديقاً او قريباً ، لكننا اليوم نسمع رنين الرسائل ليل نهار، فلا نكترث بها ثم نكتشف أن من بين 100 رسالة وصلتك ليلاً، هناك رسالة مهمة ومستعجلة ، فعلى من يقع اللوم هنا، عليك لأنك أهملتها أم على من أغرقوك برسائلهم الدعائية، أم على شركات الاتصالات؟ كاتب المقال وجد أن السخرية هي خير رد على هذه الرسائل، خاصة منها الدعوية التي تهددك بالويل والثبور إن لم ترسلها إلى عشرة أشخاص. إن أكثرية الناس في مجتمعنا هم طيبو النية ويصدقون كل شيء يرد فيه ذكر الله ورسوله، ومن الإجحاف استغلال تقاهم لأغراض الكسب والثراء، فإذا كان لابد من إرسال رسالة مهمة فعليك أيها القارئ الكريم إرسال هذا الموضوع إلى 50 شخصاً، فإن لم تفعل ستجد نفسك غداً وقد نسيت الأبجدية، وعلى العكس فقد أرسلها أحدهم إلى 100 شخص فاكتشف في اليوم التالي أنه أنشتاين.