نشرت منظمة "جينوم ويب" المتخصصة في الأخبار العلمية والتقنية ومركزها نيويورك، تقريرا عن الاكتشاف السعودي حول التحول الجيني الذي يسبب سرطان الغدة الدرقية في السعودية، وذلك نقلا عن ورقة علمية نشرتها المجلة الأميركية للجينات البشرية. وقالت الورقة العلمية إن أنواع التحولات التي تحدث أثناء انتشار سرطان الغدة الدرقية تمت دراستها بين المئات من السعوديين في الدراسة التي أجراها فريق بحثي سعودي بقيادة الدكتورة خولة الكريع، بالإضافة إلى الكشف عن المتغيرات التي تحدث مع السرطانات والأورام. عينات عمرها 27 عاما على الرغم من أن سرطان الغدة الدرقية الحليمي ينتشر في أماكن معينة فقط مثل السعودية واليابان وإيطاليا والدنمارك، سجل الفريق ملاحظات في البحث الذي أجروه بأنه لم يشارك أحد من هذه الدول في هذه الدراسة التي استعانت بعينات يعود بعضها إلى أكثر من 27 عاما. ومع أخذ ذلك في الاعتبار فإن الفريق اعتمد على دراسة الورم ومقارنة النتائج مع عينات مأخوذة من 101 مريض شخصوا بين عامي 1988 و2015، وذلك باستخدام عدد من التقنيات المتخصصة في تسلسل الجينات وتركيبها البروتيني وتم تحديد الجين المسؤول عن تفاقم وتطور الورم. كما اتضح بعد ذلك، أن كل جينات الورم لم تظهر الإمكانية في التحول إلى ورم سرطاني فيما عدا جين واحد فقط. ومن خلال تحليل كل التسلسلات الجينية فسر الباحثون أنهم كشفوا عن الجينين 20 و118، وأنهما متحولان، بالإضافة إلى أكثر من 16800 جين ظهرت مستقلة وتبدو في حالة تحول جيني إلى أورام. وبالمقارنة من الدراسات السابقة حول سرطان الغدة الدرقية، لاحظ الفريق العلمي عددا من التغييرات الجينية في الجينات مثل جين BRAF وجين RAS. وبالنسبة للجينات ال21 المتبقية بما فيها TP53 وDNMT3A وTG فتحولت مرتين، وذلك في أورام الغدة الدرقية بالتحديد. كما اكتشف الباحثون هذه التحولات الجينية في القائمة المتسلسلة، وذلك في 24 جينا في الأورام الموجودة لدى 785 مريضا بالغدة الدرقية. تسلسل الإكسوم تقول المجلة إن الباحثين السعوديين استخدموا ما يعرف بتقنية "تسلسل الإكسوم"، وذلك لتحدد الطفرات المرضية التي يمكن أن تصيب البعض بالأورام السرطانية. وتم اختيار عينات من 101 شخص مصابين بسرطان الغدة الدرقية الحليمي، وهو من أكثر السرطانات المنتشرة في المملكة، وبناء على التغيرات الملحوظة، قام الفريق بتطوير قائمة من التسلسلات، وذلك لمعرفة أنواع التحول ومقارنتها مع 785 مصابا بهذا النوع من السرطان. البحث العلمي قاد إلى معرفة عدد من الجينات السرطانية الخاصة بالغدة الدرقية، بالإضافة إلى تغيرات تصيب جينا يعرف بTG، وكانت هذه التغيرات واضحة بشكل أكبر من العينات التي أخذت من المصابين بالمرض. وقال الباحثان في مركز الأبحاث خولة الكريع وفوزان الكريع إن النتائج التي توصلا إليها تقود إلى معرفة أدوار تحولية لم تكن معروفة من قبل في الجين TG، وهذه التغيرات تسبب نموا متزايدا وتطورا في الورم الخبيث. نتائج مهمة يخلص البحث إلى نتائج مهمة في هذا الإطار، ومن أبرزها أن هناك 3% من أورام الغدة الدرقية الحليمية توجد فيها تغيرات وتحولات تؤثر على الجين TG، وهو الجين المتورط في التسبب بالإصابة بسرطان الغدة الدرقية الحليمي. فعندما اقترب الفريق في دراسته ل27 ورما تتضمن تحولات في الجين TG، وجدوا أن هذه الحالات لديها القابلية الكبيرة إلى التحول السرطاني أكثر من التحولات الجينية العادية للجين TG في حالات أخرى مصابة. فعلى سبيل المثال اكتشف الفريق أن تحولات جين TG كانت أكثر حدة بأربع مرات من عينات الأورام التي تم كشفها في 71 مريضا. وكتب فريق البحث: "على الرغم من أنه لا يظهر أن هذه التحولات الجينية تقود إلى نشوء السرطان، إلا أنها تتطور بشكل ملحوظ إلى سرطان الغدة الدرقية الحليمي، بالإضافة إلى إمكانية انتشاره".