بسبب العشوائية والتباهي، تنتشر ظاهرة كثرة المساجد وقربها من بعضها داخل أحياء مدينة سكاكا بمنطقة الجوف بشكل لافت حتى لا يكاد يفصل بين مسجد وآخر غير أمتار قليلة، فبعض الأحياء يصل عدد المساجد بها إلى عشرة مساجد. وأوضح إمام جامع خادم الحرمين الشريفين بسكاكا هشام دخيل الربيع، انتشارو كثرة المساجد وتقاربها من بعضها فتجد في الحي الواحد عدة مساجد، وصدق في ذلك خبر الرسول صلى الله عليه وسلم من حديث أنس أنه قال (لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس بالمساجد).
ضرر كثرة المساجد وأضاف الربيع أن كثرة المساجد من أشراط الساعة الصغرى، وأن كثرتها ليس لها أصل شرعي، بل إن الواجب الشرعي تعظيم المساجد بإقامة الصلوات فيها والتعبد بها. وأشار الربيع إلى أنه نتج عن كثرة المساجد بعض الضرر ومنها التباهي ببنائها وتشييدها، وهذا أمر نهى الشارع الحكيم عنه، وكذلك قلة المصلين والواجب إملاء المساجد بالمصلين، إضافة إلى تداخل الأصوات وارتفاعها على بعضها مما يؤدي إلى التشويش على المصلين، وانقطاع العلم والدعوة بالمساجد لقلة الدعاة وكثرة المساجد، وكذلك انقطاع التواصل بين الأقرباء والجيران، مما أدى لإحداث نفور وشحناء إلى غير ذلك من الأضرار. وقال إن الواجب الإقلال من كثرة المساجد وتنظيم مواقع بنائها على ما تقتضيه المصلحة. شروط البناء وأكد المتحدث الرسمي لفرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بالجوف محمد السلطان ل"الوطن" أنه توجد اشتراطات محددة من الجهة المختصة وهي البلديات، تحدد بعد المساجد والجوامع عن بعضها بحسب المخططات التي توزعها، وتخصص فيها مواقع المساجد والجوامع. وأضاف أن هناك تحديدا للمسافة بين المساجد تقدر بحوالي من 150 إلى 200 متر، مؤكدا أن قرب بعض المساجد من بعضها ناتج عن وجود تلك المساجد في أحياء عشوائية قديمة، كانت عبارة عن مزارع داخل المدن أقيمت بها مساجد كوقف، وهذه المساجد من الصعب إزالتها كونها وقف مشروط أقيمت فيه الصلوات وبقيت على حالها وما زالت. أما الأحياء والمخططات الجديدة، فليس هناك ملاحظة عليها بهذا الشأن كون تلك المخططات مدروسة، وخصصت المساجد بها بناء على اشتراطات وأسس التخطيط المعماري للمدن. وأضاف السلطان أن بناء المساجد إما يكون عن طريق الوزارة حسب خطط معدة مسبقا وفق الحاجة والأولوية، أو عن طريق أهل الخير، وذلك يخضع لتعليمات منظمة من أهمها وجود الترخيص، والذي تقوم الأوقاف بإجراءاته مع الأمانات والبلدية، ولا يسمح بأي حال بإقامة مسجد على أملاك الأوقاف دون عمل الترخيص اللازم.