من جلسات "المشراق" المندثرة في حارات الرياض قديما، والتي كان لها قبولا كبيرا من قبل كبار السن آنذاك، تحول "المشراق" إلى "الديوان" في بادرة من الإدارة العامة للحدائق والمتنزهات بأمانة منطقة الرياض، لتكون أكثر ترتيبا وعناية بكبار السن، حيث يرتاد الرعيل الأول الديوانية التي أنشأتها الأمانة. وخصصت الأمانة ديوانية في متنزه عليشة أطلقت عليها اسم "الرعيل الأول" لتكون ملتقى ومتنفسا لأهالي الحي وكبار السن والمتقاعدين. الحد من الطلاق أوضح مدير عام الإدارة العامة للحدائق بأمانة الرياض المهندس إبراهيم الهويمل في تصريح ل"الوطن" أن إنشاء "الديوانيات" واجب على الأمانة للاهتمام بكبار السن من خلال توفير المكان المناسب لهم للالتقاء بأقرانهم. وقال الهويمل إن هذه الديوانيات كونها تعد متنفسا لكبار السن يروحون بها عن أنفسهم خارج أسوار منازلهم، إلا أنها ساهمت أيضا في الحد من حالات الطلاق لكبار السن خصوصا المتقاعدين الجدد الذين تكثر لديهم حالات الطلاق. ديوانيتان جديدتان كشف الهويمل عن اعتماد إنشاء ديوانيتين جديدتين الأولى في حي لبن غرب العاصمة، والثانية في حي المنار شرق العاصمة، مبينا أن الديوانية الأولى التي رأت النور في متنزه عليشة استخدم في بنائها المواد الأولية لبقايا مواد البناء. وطالب الهويمل رجال الأعمال بالمشاركة في تنفيذ "الديوانيات" من باب المسؤولية الاجتماعية، متمنيا أن يكون في جميع حدائق الرياض البالغ عددها 512 حديقة "ديوانية" لكبار السن. ديوانية عليشة برائحة القهوة وتصميمها التراثي، استقبلت ديوانية الرعيل الأول "الوطن" ومرتاديها بترحاب حار وابتسامة تكمل الصورة الرائعة للمكان، حيث يرتاد الرعيل الأول من كبار السن والمتقاعدين ديوانيتهم من الصباح الباكر وحتى الظهيرة، لتبادل الأحاديث والأخبار وحال مجتمعهم. وأشار حجي الجحي "متقاعد من وزارة الصحة" إلى أن الديوانية ساهمت في التبادل المعرفي والاجتماعي لمرتاديها، إضافة إلى كونها متنفسا لكثير من المتقاعدين. أما عبدالله الشايع "وكيل وزارة البترول والثروة المعدنية المساعد سابقا" ومن مرتادي "الديوانية"، فقال "ما قدمته الأمانة من بادرة طيبة ومساهمة فعالة في إيجاد مكان مناسب لالتقاء الرعيل الأول. وإتفق مسؤول تنمية الموارد المالية بالجمعية الوطنية للمتقاعدين المهندس فهد الحامد مع الشايع، قائلا "إن الفكرة بدأت بالحديث مع المهندس ابراهيم الهويمل عن حاجة كبار السن والمتقاعدين لمثل هذه الأماكن ومن ثم قيامه بتبنيها وتنفيذها من خلال الأمانة لما تمتلكه الأمانة من إمكانات لترى هذه الديوانية النور وبطراز تراثي عصري، وامكانات تليق بهذا الجيل، وهناك خطة لدى الامانة لافتتاح ديوانيات أخرى في أرجاء العاصمة". 150 عضوا بالديوانية وبعد تناول الفطور الجماعي مع مجموعة من الأعضاء، انضم للحديث المشرف على الديوانية ابراهيم الرويشد، وهو سبعيني بروح عشريني، ليتحدث عن ديوانيتهم باسهاب، مشيرا إلى أن عدد الأعضاء بلغ أكثر من 150 عضوا يتواجد ما لا يقل عن نصفهم بشكل يومي. وأضاف الرويشد أن الأعضاء أصبحوا كأسرة واحدة، يجتمعون صباحا في ديوانيتهم ومساء يكملون بديوانية من نوع آخر عبر موقع التواصل الاجتماعي "الواتساب"، تم انشاؤه لأعضاء هذه الديوانية لاكمال نشاطهم اليومي، وتنسيق الرحلات والافطار الجماعي والمناسبات. تبادل الخبرات بين جيلين وينظم أعضاء الديوانية رحلات برية ومناسبات تكريم للأعضاء، إضافة إلى استقبالهم للزوار من المدارس والجهات الحكومية، وفتح الباب للجميع وخصوصا الجيل الجديد، لزيارة الديوانية وتبادل الخبرات معهم.