أمسية حسم "الليجا".. كان هذا هو العنوان الأبرز لمواجهتي الجولة الأخيرة في الدوري الإسباني أول من أمس، فبعد خروج أتليتكو مدريد من سباق المنافسة على اللقب في الجولة الماضية بخسارته المفاجئة أمام ليفانتي، باتت القمة محصورة بين العملاقين برشلونة وريال مدريد، وبفضل فارق نقطة واحدة كان على الأول الفوز على مضيفه غرناطة ليضع في خزائنه لقبه ال24، ودون أن ينتظر نتيجة منافسه الريال الذي كان يلاقي ديبورتيفو لاكورونا في التوقيت ذاته، وهو وما حدث حيث دك الفريق الكاتالوني شباك غرناطة بثلاثية نظيفة رفعت رصيده إلى 91 نقطة، أفقدت ثنائية الريال في مرمى لاكورونا أهميتها، ليتمكن برشلونة من الحفاظ على لقبه الذي حققه الموسم الماضي. سقوط مفاجئ عاش برشلونة هزة فنية ونتائجية أعادت خلطة "الليجا" في صراع القمة، فرغم ابتعاده في صدارة الترتيب بفارق مريح تجاوز في إحدى المراحل 9 نقاط كاملة، إلا أن أبناء المدرب لويس إنريكي فقدوا هذه الأفضلية تدريجيا، حيث بدا التراجع منذ الجولة ال30 بالتعادل مع فياريال ثم السقوط المفاجئ في ثلاث جولات متتالية، كانت أولاها أكثر مرارة حينما خسروا وفي معقلهم "كامب نو" أمام الغريم الأزلي ريال مدريد بهدفين لهدف، وبدا أن تلك العثرة تركت أثرها من الناحية المعنوية بعدما عاودوا تلقي الخسائر مرتين متتاليتين أمام ريال سوسيداد 0-1 وفالنسيا 1-2 ليقلص منافساه فريقا العاصمة أتليتكو والريال الفارق إلى نقطة فقط، قبل أن يفقد الأول فرصة المنافسة في الرمق قبل الأخير بخسارة غير متوقعة من ليفانتي.
استيقاظ الساحر مع تبقي خمس جولات فقط وبعد عثرة الخسارة الثلاثية التي صادفها سلسلة انتصارات متتالية سجلها نظرائهم في "الميرنجي" مع مدربهم زين الدين زيدان، استعاد لاعبو "البلو جرانا" رباطة جأشهم، فبعد خروجهم المر من دوري أبطال أوروبا على يد أتليتكو مدريد في ربع النهائي، لم يعد أمامهم لإنقاذ موسمهم وإرضاء جماهيرهم الغاضبة سوى الحفاظ على لقب الدوري، فخسارته ستكون مؤلمة بالنسبة لهم، وهكذا استهلوا مشوار المنعطف الحاسم بتجاوز لاكورونا بثمانية أهداف عريضة كانت بمثابة استيقاظ الساحر ميسي ورفاقه من غفوتهم، ليلحقوا بعدها بسبورتنج خيخون هزيمة ثقيلة أخرى 6-0، واكتفوا بهدفين في مرمى ريال بيتيس قبل أن يعاودوا في الجولة قبل الأخيرة تسجيل النتائج الساحقة في مواجهة ديربي من نوع خاص على حساب إسبانيول بخماسية نظيفة.
خبر مستفز وفي ليلة الحسم كان على برشلونة الطيران إلى مدينة غرناطة ومنازلة فريقها القابع في المركز ال16، وبالطبع لم يكن وضع المنافس يشكل أي مقارنة فنية تذكر، بيد أن كرة القدم كثيرا ما أعطت ظهرها لمثل هذه الأمور، وهو ما كان يخشاه محبو النادي الكاتالوني، خاصة وأنه لا مجال أمام فريقهم سوى الفوز للإبقاء على اللقب في خزائنهم وحرمان منافسهم المدريدي الذي كان يخوض أيضا مواجهة سهلة أمام لاكورونا، مجرد التفكير في تحويل احتفالاتهم بانتزاعه إلى شوارع العاصمة، خاصة بعد أن استفزهم خبر صحيفة "ماركا" المهتمة بشؤون "الميرنجي"، عن إنهاء الأخير استعداداته بتجهيز ملعب "البرنابيو" لاستقبال الفريق في حال تحقيق اللقب والاحتفال مع الجماهير في أرض الملعب.
لعبة التحول وبدأت لعبة التحول في ملعب "ريازور" مع الدقيقة 7 بتقدم الريال على لاكورونا عن طريق نجمه كريستيانو رونالدو، لترتفع ضحكات المدريديين وتزداد مخاوف أنصار البرشا من ضياع الحلم، إلا أن المتألق لويس سواريز أعاد لهم هدوءهم بعدها بربع ساعة فقط بافتتاحه أهداف فريقه في ملعب "نويفو لوس كارمينيس" على حساب غرناطة، ولم تمض 4 دقائق فقط حتى أعاد رونالدو الآمال للريال بهدف آخر، ومع ترقب المدريديين وصول أي أخبار سارة من لاعبي غرناطة، أكد سواريز مجددا عدم نيتهم التفريط في اللقب بإحراز هدف ثان في الدقيقة ال38 وعاد ليضع المسمار الأخير في نعش الأحلام المدريدية بهدف ثالث قبل النهاية بدقائق أربع، لتنطلق الأفراح في مدينة برشلونة، تاركة لمنافسيهم مهمة التفكير في مواجهة نهائي "الشامبيونزليج" نهاية الشهر الجاري.