اعتقلت السلطات العراقية اثنين من كبار قادة دولة العراق الإسلامية التابعة لتنظيم القاعدة، هما السعودي عبد الله عزام القحطاني الملقب ب "سنان السعودي"، والجزائري طارق إحسان عبد القادر، الملقب ب "أبو ياسين الجزائري". وأوضح الناطق باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا في مؤتمر صحفي ببغداد أمس أن القياديين اعتقلا خلال عمليتين منفصلتين في بغداد، وأنهما مسؤولان عن تنفيذ عمليات سرقة محلات المصوغات الذهبية والتفجيرات الدموية التي ضربت بغداد خلال عام 2009. وأضاف أن السعودي القحطاني كان يخطط لتنفيذ عمليات خلال بطولة كأس العالم في جنوب إفريقيا بالتنسيق مع الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري. من جانبه، أفاد المتحدث الأمني بوزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي أن التحقق من هوية القحطاني يتطلب توفر أدلة مادية خاصة، وأن المعلومات المعلنة عنه تؤكد أنه سبق أن انتحل شخصية أخرى. ولفت التركي في اتصال مع "الوطن" إلى أن المعلومات المتوفرة لدى وزارة الداخلية السعودية تشير إلى مغادرة مواطن سعودي يحمل اسما مقاربا إلى خارج المملكة في إجازة عرضية في شوال 1425ه، الموافق نوفمبر 2004، ولم تسجل له عودة للمملكة حتى تاريخه. وكان عطا قد أعلن أن القيادي الموقوف يدعى عبد الله عزام صالح مظفر القحطاني، ولقبه "سنان السعودي"، وهو من مواليد عام 1979، وخريج الكلية الإدارية والتخطيط وكلية الملك فهد الأمنية عام 2004. وعمل سابقا برتبة ملازم في الجيش السعودي حسب زعم الناطق الاعلامي. يذكر أن خريجي كلية الملك فهد الأمنية لا يعملون بالجيش أنما في قطاعات الأمن الداخلي. وأضاف أنه دخل العراق عام 2004. وقد ألقي القبض عليه من قبل القوات الأمريكية عام 2007 تحت اسم مزور هو حمد حمدان فزع الشمري، ثم أطلق سراحه في مارس 2009 ليتولى منصب المسؤول الأمني في تنظيم القاعدة فيما يسمى بدولة العراق الإسلامية". وبحسب إعلان الشرطة العراقية فإن القحطاني يعتبر أول سعودي يحتل مرتبة قيادية في التنظيم يتم الإعلان عنها. وقال عطا إن القحطاني اشترك في تنفيذ العديد من العمليات منها سرقة عدد من محلات المصوغات الذهبية وقتل أصحابها في مناطق متفرقة من العاصمة بغداد والاشتراك في التفجيرات التي استهدفت عددا من الفنادق وتفجير مبنى الأدلة الجنائية في بغداد، إضافة إلى التخطيط لاستهداف المراقد الدينية في محافظتي النجف وكربلاء. ولفت إلى أن القحطاني كان يخطط بالتنسيق مع والي بغداد المدعو مناف الراوي المعتقل حاليا لتنفيذ عدد من العمليات منها سرقة مصرف الاقتصاد الإسلامي ببغداد والتخطيط لتفجير عدد من مناطق بغداد بهدف إثارة الفتنة الطائفية، فضلا عن التخطيط وبالتنسيق مع الظواهري لتنفيذ عدد من الهجمات خلال بطولة كأس العالم في جنوب إفريقيا. وحول القيادي الآخر أبي ياسين الجزائري، قال عطا إنه يدعى طارق حسان عبد القادر الملقب بأبي ياسين الجزائري، وهو جزائري الجنسية مواليد 1976، ويسكن مدينة الجزائر. وأضاف أن القوات الأمريكية اعتقلته في نوفمبر 2009 وكان المسؤول العسكري لتنظيم القاعدة في جانب الكرخ من بغداد، وأصبح فيما بعد مسؤول السرقات بتنظيم القاعدة في بغداد. وأوضح أن "المعتقل دخل إلى العراق خلال عام 2005 عبر سوريا والتحق بمعسكر تدريبي لما يسمى بالمقاتلين العرب في منطقة الكرابلة بمحافظة الأنبار", مبينا أن الجزائري كان معتقلا لدى القوات الأمريكية باسم مزور خلال عام 2006، وأطلق سراحه خلال عام 2008 ومن ثم اعتقلته القوات العراقية خلال العام الماضي. من جهة أخرى، أصدر "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" الأمريكي دراسة للباحث أنتوني كوردسمان حول الوضع في العراق بعد انسحاب القوات الأمريكية. وأكد كوردسمان أن الأحداث الأخيرة في العراق توضح أن الوضع غير مستقر ومن الصعب أن يتحقق الاستقرار قريبا، مشيرا إلى أن عدم وجود خطة أمريكية تحدد طبيعة العلاقة الأمنية المستقبلية مع العراق يهدد بترك أمن العراق وأمن الخليج عرضة لعوامل تمس مباشرة استقرار المنطقة.