الكتابة على الجدران من المشكلات المتعبة جدا بالنسبة للمسؤولين، ومن قبلهم أصحاب الجدران المساكين، وهي أي الكتابة على الجدران قديمة قدم الإنسان نفسه، وطبعا مع الاختلاف في الوسيلة والمكان، فالكتابات والنقوش والرسومات التي وجدت على الجدران في المناطق الأثرية ساعدت وبشكل كبير في التعرف على حضارات الأمم السابقة ومعرفة عاداتهم وطرق معيشتهم، بالإضافة إلى معرفة اللغات الأثرية عن طريق تحليل الحروف المكتوبة بها ودراستها كالهيروغليفية وغيرها، وكان أغلبها يتم بواسطة الحفر والنقش، أما الكتابة على الجدران في هذا الزمان فهي تختلف باختلاف الأغراض والبيئات والأماكن والوسائل أيضا، ففي بعض البيئات تعد الكتابة على الجدران وسيلة من وسائل التعبير، أما في بعض البيئات فتعد أي الجدران مرتعا خصبا لممارسة فن الرسم على أصوله، لمن لا يملكون ثمن اللوحات الكبيرة وحتى من بعض الذين لديهم القدرة على الشراء ولكنه اتباع عندهم لنوع من التقليعات حتى إن بعض هذه الدول اتجهت نحو تقنين الكتابة والرسم على الجدران بتخصيص أماكن وجدران يأخذ الرسام والكتاب إن صح التعبير فيها راحتهم فيرسمون ويكتبون كما يشاؤون، وطبعا هذه الدول قامت بهذا العمل حفاظا على المنظر العام من العبث بالإضافة إلى كون الكثير من الكتابات وطريقة سبكها ورسمها تحمل نوعا من الفن في نظرهم فقامت بهذا التقنين على أن يعاقب من يخالف هذه القوانين والأماكن ويغرم ماديا. أما في الكثير من الدول خصوصا دول الخليج العربي فتعد الكتابة على الجدران من المشكلات والأعمال المرفوضة بسبب أنها لا تعدو كونها إفرازات من مرحلة المراهقة والفراغ القاتل، كالعبارات العاطفية، وعبارات التعصب الرياضي الممقوت. والكتابة على الجدران، وخصوصا في دول الخليج لا تخلو كما أسلفت من المحاذير والمخالفات الشرعية فضلا عن كونها إتلافا وتصرفا في مال غيرك بما لا يجوز.. ولقد كتب الكثير من الباحثين بعض المقالات والبحوث للمساعدة في حل هذه المشكلة، والحد من تفاقمها. وأخيرا.. أذكر كل من تسول له نفسه بالكتابة على الجدران العامة أو الخاصة بأن يتقي الله عز وجل ولا يتصرف في مال غيره بما يعود على الجميع بالضرر. وأحب أن أهمس في آذان الشباب عموما بأننا أمة الرقي والحضارة، فينبغي أن نترفع عن سفاسف الأمور، ولنسمو بتفكيرنا نحو معالي الأمور.