جاء إخفاق فريق الهلال الكروي الأول في الوصول إلى نهائي دوري أبطال آسيا 2010، وخروجه من نصف النهائي أول من أمس بالخسارة الثانية (ذهاباً وإياباً) أمام ذوب هان الإيراني أول من أمس، محبطا للآمال الإدارية قبل الطموحات الجماهيرية التي كانت تمني النفس في الوصول للعالمية بعد أن كتب الأسطر الأولى لها عام 2000 بإسبانيا بضيافة ريال مدريد، قبل أن تعلن الشركة الراعية للبطولة إفلاسها وإلغاء البطولة وضياع حلم التمثيل العالمي الذي لم يحققه سوى النصر والاتحاد من الأندية السعودية. وواصل الهلال تفريطه في فرص نيل هذا الشرف الذي بحث عنه أكثر من رئيس بدءاً من إدارات الأمير سعود بن تركي والأمير عبد الله بن مساعد والأمير محمد بن فيصل والأمير عبد الرحمن بن مساعد، والأخير رسم أولى استراتجياته في أول سنة تولى فيها مقاليد الرئاسة في مايو 2008، جاعلاً في مقدمة الأولويات، تحقيق نهائي كأس دوري أبطال آسيا، وفي سبيل ذلك عقد أكبر الصفقات الكروية في تاريخ النادي بالتعاقد مع الرباعي، الروماني ميريل رادوي والسويدي كريستيان ويلهامسون والبرازيلي تياجو نفيز والكوري الجنوبي لي بيو يونج. كما ضخت الإدارة مئات الملايين لأجل الظفر باللقب القاري الذي ما زال عاقا للهلال مسببا له فجوة نفسية كبيرة على الهلاليين. تعاقدات بالملايين التعاقدات الهلالية مع اللاعبين المحترفين الأربعة بدأت بالسويدي الدولي كريستيان ويلهامسون، حيث بلغت قيمتها لأربعة مواسم، 8,7 ملايين يورو تكفل رئيس النادي ب 6.3 ملايين يورو منها، وبلغت صفقة الدولي الروماني ميريل رادوي لخمس السنوات (مضى منها موسمان) 1,2 مليون يورو عن كل سنة. وبلغت قيمة التعاقد مع البرازيلي تياجو نفيز 6.4 ملايين يورو بعقد يمتد لأربع مواسم, فيما حل المحترف الكوري الجنوبي لي بيو يونج في الفريق مقابل مليون يورو عن كل موسم. جميع هذه المبالغ التي تجاوزت 16 مليون يورو كعقود ومرتبات للاعبين الأجانب رصدت من أجل البطولة الآسيوية وتحقيق حلم العالمية، إلا أنها ذهبت سدى بعد أن عجز الجميع في الوصول للهدف المنشود, مما يجعل الإدارة الحالية تبدأ بصياغة عقود البيع والإعارة من جديد من أجل تخفيف وطأة الأزمة المالية, وتهدئة كاهل الإنفاق المالي على الإدارة التي ستخلف إدارة الأمير عبد الرحمن بن مساعد حال رحيلها فعلياً، خصوصاً أن هناك عروضا وطلبات مقدمة للنادي من أندية مختلفة في الخارج تطلب المحترفين الأجانب، بما فيهم البرازيلي نيفيز المطلوب لمنتخب بلاده الأول شريطة أن يغادر الملاعب العربية ويعود لبلاده أو إلى الملاعب الأوروبية. ويتوقع أن تكون فترة الانتقالات الشتوية في يناير المقبل ملئية بأحداث التنقلات الهلالية المذهلة. وبجانب هذه المبالغ الكبيرة التي قدمتها الإدارة للاعبين الأجانب، نجحت أيضا في إبرام وتجديد عقد 24 لاعباً محترفاً تقدمهم ياسر القحطاني كأعلى رقم احترافي بين أقرانه اللاعبين السعوديين بالنادي بعقد وصل إلى 16 مليون مقابل التجديد. فيما جاء التعاقد مع المدرب البلجيكي إيرك جريتس مقابل 1,8 مليون يورو عن السنة الواحدة. وكل هذه الملايين من العملات الصعبة والمحلية، حتما ستصيب الرئيس الأمير عبد الرحمن بن مساعد بشيء من الإحباط نتيجة للعجز الرقمي في الوصول إلى المبتغى العالمي بعد أن زاد من تأسيس البنية التحتية للنادي من ناد صحي وطبي متكامل وإعادة لبنى الإدارة بشكل حضاري يتلاءم مع طبيعة عمل الأندية المحترفة, وإيجاد كوادر إدارية تقوم بعملها بشكل احترافي وعلى الوجه المطلوب. الخروج الآسيوي كثير من المراقبين يرون أن الخروج القاري كان متوقعا وربما حتميا، لكنهم كبتوا ذلك داخل أنفسهم خشية أن يتعرض الفريق لهزة قبل الوصول للنهائي. وظهرت تلك الرؤى في التلميحات الأولية لرئيس النادي الأمير عبد الرحمن بن مساعد في التخلي عن النادي في حال الإخفاق في الوصول إلى النهائي والآسيوي والحصول على الكأس، وكذلك بعد إعلان الجامعة المغربية تعاقدها مع المدرب إيرك جريتس. هذان الأمرين أصابا اللاعبين بالإحباط الداخلي منذ مرحلة الإعداد الخارجية في النمسا استعداد للموسم الكروي الحالي, والتي جاءت مطابقة لمرحلة الإعداد للموسم قبل الماضي الذي قدم فيه الهلال مستويات كبيرة وممتعة مختلفة بصورة كبيرة عن الموسم الحالي بعد أن لعب في ذلك الموسم 46 مباراة خسر خمسا وتعادل في ست منها. تحليل وضع كان لأهل الخبرة الدراية الكروية، رأي في الخروج القاري لفريق الهلال، حيث قال مدربه الأسبق عبد العزيز العودة" الخروج كان قاسيا ومٌراً علينا كهلاليين وعلى الكرة السعودية، خصوصاً بعد أن سبقه الشباب في الخروج بساعات، متنازلين عن خطوة واحدة فاصلة عن الوصول إلى النهائي القاري، لكنها كرة القدم وحالها، حيث ترضى بفائز واحد وبطل واحد". وطالب العودة بعدم المبالغة في تهويل وصف خروج الهلال من الكأس الآسيوية، وقال" ذوب هان الإيراني استغل ظروف النقص والأخطاء في مواجهة الذهاب وكسب الهلال وهو ما خفف عليه الشئ الكثير قبل مواجهة الإياب التي كان فيها لاعبوا الهلال مضغوطون نفسيا نتيجة للقاء الذهاب، هذا بخلاف الخطأ التحكيمية التي وقعت في لقاء الذهاب من قبل الحكم الماليزي". واعترف مدرب الهلال الأسبق بأن الهلال لم يكن كما كان في الموسم الماضي وبدا أقل تركيزاً. وعن رائه في إعلان الأمير عبد الرحمن بن مساعد تقديمه الاستقالة بعد فشل الوصول للبطولة الآسيوية، قال" تقييم العمل لا يمر بمرحلة واحدة ولا يقاس ببطولة أو فقدان لقب, بل يقاس بعمل طويل ومتكامل, فالبطولة تعتمد على خروج المغلوب ولوكان العكس لرأينا هلالاً آخرا, والعمل الإداري يتم عبر منظومة متكاملة, ويجب أن نبتعد عن ثقافة الإقصاء والإسقاط بعد الخسائر, وأن يواصل الأمير عبد الرحمن بن مساعد عمله في كرسي الرئاسة الهلالية لأن رحيله سيجعل الرؤساء القادمون تحت ضغط كبير, والهلال سيكون دوما حاضرا في البطولات الآسيوية وبشكل حتمي وعبر ذلك سيكون الوصول للعالمية". ويرى لاعب الفريق الأسبق ووكيل أعمال اللاعبين عبد الرحمن الخنين أن الخروج الهلالي من دوري أبطال آسيا، جاء نتيجة الضغط النفسي على اللاعبين بعد خسارة مواجهة الذهاب في إيران مما نتج عن وقوعهم في أخطاء دفاعية عديدة. وأشار الخنين إلى أن الفريق في المواجهات الأربع الماضية محلياً وخارجياً، ظهر بأداء مخيف، خصوصاً أمام الغرافة في لقاء الاياب بدوري أبطال آسيا في العاصمة القطرية الدوحة ومن ثم أمام فريق الاتفاق في دوري زين, وأخيرا في مواجهتي ذوب هان الإيراني ذهاباً وإياباً بنصف نهائي دوري أبطال آسيا. وقال" منذ شهر والهلال لا يقدم مستوياته المعهودة, كما أن مدربه ايرك جيريتس سقط في فهم الدرس الإيراني بعد أن عجز عن قراءة تفوق الأخير على حامل اللقب فريق بوهانج الكوري الجنوبي وإقصائه من الدور ربع النهائي للبطولة بعد أن كسبه بإيران وتعادل معه في كوريا بهدف لمثله".