في ظل ظروف الخريف العربي الذي تعيشه بعض البلدان العربية، تتمسك السعودية ومصر بمبدأ التقارب والتفاهم، بل وتسعى الدولتان إلى حل معضلات شقيقاتها من الدول العربية. لقد استفادت السعودية ومصر من عمق علاقاتهما في التصدي للتدخلات الإيرانية في المنطقة ووضع حد لها. زيارة خادم الحرمين الشريفين للقاهرة واستقباله علماء الأزهر رسالة واضحة للأعداء بأن ديننا ووطننا أولوية. قوى الشر التي لم تفهم رسالتي عاصفة الحزم ورعد الشمال، فلا بد أنها أدركت معاني جسر سلمان، ليس مقصودا بالجسر المحسوس فقط وإنما جسر التكامل السعودي المصري في العلاقات والمصالح المشتركة وسبل تعزيز وتقوية هذا الجسر. لطالما كانت السعودية سباقة لمد يد الصداقة والأخوة والعون لمثيلاتها من الدول العربية، ولكن ليس بالضرورة أن يكون العكس صحيحا إلا مع بعض الدول الشقيقة وأنت منها يا مصر. حان لنا أن نعرف عدونا أكثر، العدو هنا كل من شعر بالضيق والأسى بعد توقيع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين السعودية ومصر، العدو من يهاجم بلداننا، وللأسف بعضهم ممن يتكلمون لغتنا ولا لشيء سوى أن نفوسهم المريضة وعقولهم المؤجرة تأبى وترفض كل جميل وخير يحصل للسعودية. جسر سلمان ابتدأ من اليمن ولن ينتهي في مصر، علاقة الأخوة والترابط العربي ليست أقوالا بل أفعال، وجسور سلمان التي بناها ويبنيها لردم الهوة بين البلدين العربية ما هي إلا رسالة قوية واقعية فِعْليّة لمن يريد اللعب بأمن المنطقة ومصالحها. تُثبت نظرية المحاولة والخطأ لثورندايك بأن لا جدوى من استمرار فعل الشيء ذاته مرارا، لأنه سيولد النتيجة ذاتها، أما آن للبلاد العربية أن تفقه هذه النظرية بعد سنين طويلة من تجربة التباعد والتناحر بينها، وأن نتيجة هذا التباعد كانت ولا تزال سبب ضعف هذه الدول، وسبب طمع واستغلال دول أخرى بها، جسر سلمان كان مثلا رائعا بأن كل شيء ممكن فقط إذا جربنا طرقا جديدة للتقارب بين بلداننا العربية ونسيان وتجاهل الطرق التي لا تؤدي إلا إلى الضعف والفشل. جسر سلمان يتسع للجميع، جسر يصل بنا إلى بر الأمان إلى الوحدة والتكاتف. ومن قد جرب السير في دروب الفشل من الدول العربية وحاول وفشل نقول لهم آن الأوان بأن تعبروا عبر جسر سلمان.