ما زال نجم خط وسط تشلسي الإنجليزي، قائد المنتخب الألماني لكرة القدم مايكل بالاك محور آمال الألمان في الفوز بكأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا خاصة وأنها قد تصبح آخر بطولة كبيرة يشارك فيها مع الفريق. ولم تتضح بعد معالم مستقبل بالاك بعد نهاية كأس العالم سواء مع ناديه أو منتخب بلاده خاصة وأنه سيبلغ ال34 من عمره في سبتمبر المقبل ويدرك أن مونديال 2010 سيكون موندياله الأخير. ولم يستبعد بالاك إمكانية مواصلة مسيرته الدولية بعد المونديال، لكن ذلك سيعتمد بشكل كبير على موقفه مع ناديه من ناحية وعلى الأداء الذي سيقدمه مع المنتخب الألماني في المونديال. وأحرز المنتخب الألماني وصافة مونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان ثم المركز الثالث في مونديال 2006 بألمانيا كما خسر نهائي كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2008) كما خسر بالاك مع ناديه نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين ولذلك فما زال اللاعب متعطشاً بشدة للنجاح على المستوى الدولي. ويدرك بالاك أن بلوغ المباراة النهائية للمونديال مثلما تحقق عام 2002 لن يكون سهلاً، وغاب بالاك عن نهائي مونديال 2002 الذي خسره فريقه صفر/2 أمام المنتخب البرازيلي لإيقافه بعد حصوله على الإنذار الثاني في مباراة الدور قبل النهائي، وصرح بالاك إلى شبكة "سي إن إن" التلفزيونية قائلاً "الأمر يتشابه قليلاً مع الماضي عندما نخوض إحدى البطولات.. لدينا فريق جيد، وقدمنا رحلة جيدة في التصفيات لكننا لسنا من أبرز الفرق المرشحة للبطولة وربما يكون ذلك بأيدينا. إننا فريق شاب تماماً، وإذا لم تقع عليه ضغوط كبيرة قد يكون ذلك لصالحه بعض الشيء". وأصبح بالاك الأقدم والأكبر سناً في صفوف المنتخب الحالي الذي يقوده المدرب يواخيم لوف ويضم عدداً من اللاعبين الذين فازوا لألمانيا بلقب كأس الأمم الأوروبية للشباب (تحت 21 عاماً) عام 2009. ولا يضم المنتخب حالياً أي لاعب أكبر سناً من بالاك باستثناء هانز يورج بوت حارس مرمى بايرن ميونيخ الذي انضم لقائمة الفريق بعد إصابة رينيه أدلر حارس مرمى باير ليفركوزن. وخاض بالاك 98 مباراة دولية وأصبح قريباً للغاية من الانضمام إلى مجموعة قليلة من اللاعبين الذين تجاوزوا حاجز ال100 مباراة دولية في صفوف المنتخب الألماني. كما أصبح على بعد 10 مباريات فحسب من معادلة رصيد مواطنه يورجن كلينسمان المدير الفني السابق للمنتخب الألماني الذي يحتل المركز الثاني في قائمة أكثر اللاعبين مشاركة مع الماكينات الألمانية في المباريات الدولية وهي القائمة التي يتصدرها لوثار ماتيوس برصيد 150 مباراة. ويتمتع بالاك بسجل تهديفي جيد أيضاً حيث يجيد اللعب بكلتا قدميه ويجيد التعامل برأسه مع الكرات العالية ما ساعده على تسجيل 42 هدفاً مع الفريق ليصبح في المرتبة الثامنة بين أفضل هدافي المنتخب الألماني عبر التاريخ علماً أن هذا العدد من الأهداف يمثل رصيداً رائعاً بالنسبة للاعب خط وسط. ولا يفصل بين بالاك وميروسلاف كلوزه مهاجم الفريق حالياً سوى 6 أهداف كما يقترب بالاك بشدة من مهاجمين سابقين بالفريق مثل أوفي سيلر (43 هدفاً) وكارل هاينز رومينيجه (45 هدفاً) ورودي فولر (47 هدفاً) وكلينسمان (47 هدفاً). ووقع الاختيار على بالاك لحمل شارة قائد الفريق من قبل كلينسمان عام 2004 حيث انتزع كلينسمان الشارة من حارس المرمى السابق أوليفر كان ومنحها إلى بالاك. وبعد مونديال 2006، لم يكن هناك ما يدعو إلى تغيير حامل الشارة حيث واصل المدير الفني الحالي يواخيم لوف الاعتماد على بالاك كقائد للفريق، ورغم ذلك، مرت العلاقة بين بالاك من ناحية ولوف وأوليفر بيرهوف مدير المنتخب من ناحية أخرى ببعض المنعطفات والكبوات، واضطر لوف للاجتماع باللاعب لتسوية هذه الخلافات بعد الانتقادات التي وجهها بالاك إلى قرار لوف باستبعاد اللاعب تورستن فرينجز زميله في خط الوسط من صفوف الفريق حيث كشف بالاك عن هذه الانتقادات في مقابلة أجريت معه في أكتوبر الماضي، ورغم ذلك، أبقى لوف على شارة قائد الفريق لدى بالاك حتى زالت الخلافات بينهما في الوقت الحالي. وبعد سلسلة من الإصابات، يبدو أن بالاك استعاد حالياً لياقته المعهودة كما قاد تشلسي مؤخرا للفوز بلقب الدوري الإنجليزي، ويأمل لوف حالياً ألا يتعرض بالاك لكبوات وصدمات اللحظات الأخيرة مثل الإصابة بالشد في عضلة الفخذ والتي داهمت اللاعب قبل مونديال 2006 وقبل المباراة النهائية ليورو 2008. ومع وجود عدد من اللاعبين الشبان وعديمي الخبرة ضمن صفوف المنتخب الألماني، سيصبح لوف بحاجة ماسة إلى خبرة بالاك في مونديال 2010 أكثر من أي وقت آخر.