إذا شئت أن ترى أسر الأفكار والخواطر والأنامل.. فتعال فتش في كوامن ما تعانيه بعض العقول من الفراغ والانسياق إلى بعض التوافه، والبحث والترويج لكل ما هو غريب ومستهجن وممزوج بين الطرفة والمهزلة؛ لتنساق لها العواطف فتلقفها الأنامل لتطلقها إلى بحور فتكدر جُلها وكأنها قدمت شيئاً جديداً للطرف الآخر.. بيد أن هذا يزيد انتقاصاً لأولئك عن غيرهم في الانحطاط الفكري ولربما بادر به الكبير قبل الصغير؛ وهو بعيد كل البعد عن المنهج التربوي الرزين الذي يحاور ويثقف ويناشد قبل الضرب المبرح، جاعلاً العقاب الحقيقي في مبدأ الثواب والحرمان لا غير؛ كأسلوب تربوي وحضاري بعيداً عن صنوف الفوضى، وعن تناقل صحة ما حدث أو لم يحدث في مقطع (معيض) فهو لا يعدو أن يكون عبثاً طفولياً وبراءة تتشاطر، فرحتها كنف الأمان والخصوصية في المنزل، باللهو واللعب والمرح والفرحة الغامرة، وتتقاسم أجزاؤها أصوات تحمل الدفء منها ولها، بعيدة عن عين لا ترحم وأذن لا تغفل، يطلقون صيحاتهم الشجية التي طالما حن لها أُناس يفتقدونها من قبل أو من بعد. إن تعليمنا يشهد قفزات متسارعة عبر مناهجه المطورة في الطرح العلمي.. بحسن التعامل مع صغار السن والتلطف معهم، وضرورة احترام المكان على اختلافه، وانتهاج أسلوب التوجيه والتنبيه والتحذير والتهديد في بعض المواقف التربوية، وعدم القسوة والتلفظ بالألفاظ السيئة والمشينة والمنافية للتعاليم السمحة. فالظواهر التي تحدث بين فينة وأخرى يُلقى بظلالها على غياب دور المنهج وكأنه شماعة، فمثلاً مكائن الخياطة "سنجر" ذات الزئبق الأحمر ووصولاً للظاهرة التويترية (معيض)، أولئك الذين يِِِبرزون من وقت لآخر، ولطالما رددها الكثير والكثير وتغنى بها.. معولين الفشل الذريع وراء أي خلل أو حدث غريب مريب ومخالف أرعن في مجتمعنا، إلى الفشل في التربية وسلوكياتها ومناهجها.. بيد أن المنهج الرسمي المقصود يحظى بمراحل متعددة من صناعة وهندسة، في ضوء التوجه الإسلامي.. وتحت إشراف نخبة من الخبراء. أين دور الإعلام الجديد من تخريج رجال يحملون الأدب والعلم ونفخر بهم هنا أو هناك في المحافل المحلية أو الدولية؟! وأين دوره من رجال يقفون صامدين ومضحين بأرواحهم في سبيل الوطن رفعة وعزة ونصر وتمكين بإذن الله؟! أرضي الإعلام الجديد لأبطال مكائن الخياطة وأبطال (معيض)، وأغفل أبطال العلم والأدب وأبطال التضحيات للوطن والمعلمين؟ إنه الإعلام الجديد الذي رضي لهذا وأبعد ذاك.. لا لشيء بل لأن الشكوك تدور وراء المنهج الخفي وما صنعه لنا من أبطال ليسوا كذلك، وما أغفله عنا وهم الأبطال الحقيقيون الذين يستحقون الإشادة. علينا التضافر للحد من آثار المنهج الخفي السلبية بتكوين الوعي بأهمية التعامل الإنساني مع الطلاب وممارسته داخل البيئة المدرسية، وتوجيه الطلاب دائماً بشكل مباشر وغير مباشر إلى الأفضل فكرياً واجتماعياً وسلوكياً، والاستجابة لمصالحهم ورغباتهم وحاجاتهم الإيجابية. يُعول على المنهج أهمية تناول استخدام برامج التواصل الاجتماعي وتوعيتهم بكيفية استخدامها بالشكل الصحيح والاستفادة منها، وعدم تمرير الإشاعات والمضللات من خلالها، والتركيز على أهمية احترام الخصوصية في الأماكن العامة، لا سيما الأماكن الخاصة كالبيوت.