ردود الفعل القوية من الحوثيين ضد سكرتير الرئيس المخلوع، مستشاره الإعلامي أحمد الصوفي، بعد هجومه عليهم في حواره مع "الوطن"، دفعته إلى التصريح بأن الحوار لم ينشر موقف المؤتمر من التحالف، ولم يجرؤ على إنكار الحديث المسجل، فيما رد عليه كل من محمد العماد وصادق أبوشوارب في تصريحهما إلى "الوطن". ألقى الخلاف الخفي بين المخلوع والحوثيين بظلاله على أتباعهما، فمنذ أن نشرت "الوطن" حوارا مع سكرتير المخلوع، مستشاره الإعلامي، أحمد الصوفي، قام أفراد من ميليشيات الحوثي بمحاصرة منزله، حسب ما أورده المشهد اليمني بالصورة. وتحدث بعض المتصلين بالصوفي إلى قناة الميادين الممولة من إيران، محاولين تكذيب الحوار، بينما لم يستطع سكرتير المخلوع إنكاره شخصيا، إدراكا منه أن المقابلة مسجلة لدى الصحيفة بحسب اتفاق مسبق معه، قبل إجراء اللقاء. ولضغوط داخلية واجهها، لم يجد الصوفي بدا من امتصاص غضب الحوثيين من خلال تصريح إلى موقع "الميثاق نت"، أشار فيه إلى أن "الوطن" تجاهلت الأجزاء المتعلقة بموقف المؤتمر من قوات التحالف، مضيفا أن الصحيفة تهدف من وراء ما نشرته في هذا السياق، إلى إثارة الخلاف بين المؤتمر والحوثيين، دون أن يتجرأ على نفي حديثه المسجل وهجومه على الجماعة الحوثية، ووصفه إياهم بالانقلابيين، واتهامه لهم بنهب الخزانة وتدمير الأمن ونزع القرار الوطني وتفكيك النسيج الاجتماعي. ردود غاضبة ضمن الردود التي أثارتها المقابلة، ترفع رئيس تحرير صحيفة "الهوية" التابعة للحوثيين، شقيق رئيس اللجنة الرقابية العليا، القيادي السابق محمد علي العماد في تصريح إلى "الوطن"، من الرد على المخلوع، بينما هاجمه ضمنيا حين قال إن في رأسه شيئا معينا، يختلف عن أهداف الحوثيين. وعن اتهامات مكتب صالح للحوثيين بالفساد وسرقة الأموال، أشار العماد إلى أنه ستأتي حكومة قادمة ستحدد الفاسد من غيره. وعن أقوال أحمد الصوفي، قال "كنا نتمنى أن يكون هذا الكلام أول ما أصدرنا البيان الدستوري الذي رحب به المؤتمر الشعبي العام في حينه، ولكن عندما يأتي الحديث بعد سنة من حرب ودمار، فإنه يوضح أن سبب الهجوم هو المفاوضات مع المملكة لإخراج اليمن من الصراع الدائر". اتساع الخلافات لم يقتصر الخلاف بين أتباع المؤتمر والحوثيين، على "الوطن"، بل إن صحفا أخرى نشرت موضوعات مماثلة، وفي صحيفة "الخبر" طالب قيادي حوثي بارز الأربعاء الماضي بحل حزب المخلوع علي عبدالله صالح، ومصادرة أمواله، بينما رد قيادي في حزب صالح، واصفا الحوثيين بأنهم قطاع طرق وجرذان. وأوضح القيادي الحوثي عبدالوهاب قطران أنه يفترض برئيس اللجنة العليا، محمد علي الحوثي، أن يصدر قرارا بحظر التظاهر في ميدان السبعين، وإغلاق قناة اليمن اليوم، وصحيفة اليمن اليوم، لأن سياستهما معادية للحوثيين، داعيا إلى ضرورة حل حزبي الإصلاح والمؤتمر ومصادرة أموالهما. بدوره، رد القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، ياسر اليماني على تصريحات قطران، واصفا الحوثيين بالميليشيات الإجرامية وقطاع الطرق والجرذان التي ستعود قريبا إلى جحورها. وعاد اليماني لإطلاق وصف جديد على الميليشيات الحوثية قائلا: "مكانكم الحقيقي في جرف مران، وغدا تعودون إليه كالجرذان". وأردف: لا تستطيعون العيش إلا في الجحور، وإن خرجتم منها فإن ذلك لالتقاط الفتات وبث السموم ونشر أمراض الطاعون، ومن ثم تعيدون لها حتما، لأن هذا مصيرهم الحتمي كما خلقوا عليه". نظام فاسد علق عضو اللجنة الثورية العليا، رئيس طلائع شباب اليمن الثورية، القيادي الحوثي صادق أبوشوارب، على اتهامات الصوفي، مؤكدا أن الجماعة لن تسلم القرار إلى نظام فاسد فاشل، في إشارة إلى المخلوع. وأعرب عن ترحيبه بجميع القوى الحزبية والسياسية للاتفاق على بناء دولة تسلم إليها مختلف الميليشيات أسلحتها. وأضاف "نحن نتقبل هجوم الصوفي، ولدينا سقف من الحرية، ربما يسبني في الشارع ولا يؤدي ذلك إلى خلاف غير قابل للحل، وربما يكون متضايقا، أو تأذى من تبعات ارتفاع أسعار المشتقات النفطية بسبب الحصار، ويعتقد أن الحوثيين أجبروه على هذا الوضع، وربما يكون يغازل المملكة طمعا في أموال". وخاطب حزبي الإصلاح والمؤتمر، قائلا "إذا تريدون أن نسلم إليكم القرار فتعالوا ونضع آلية استلام وتسليم، وما الضمانات؟ وكيف نضمن عدم تكراركم اعتداءاتكم السابقة؟"، وأردف "نحن مؤمنون بالحوار وبالشراكة، ومن يريد غير الحوار فليذهب أينما يريد، نحن نتحدث عن أنفسنا".