تمكنت شرطة جدة من استعادة مسروقات غالية الثمن من باكستان تقدر قيمتها بحوالي مليوني ريال عن طريق فريق أمني إثر كشف عصابة متخصصة في سرقة الفلل والشقق بأحياء يسكنها أثرياء بالتنسيق مع حراس هذه المباني، حيث نفذوا 35 حالة سطو وسرقة. وتتكون العصابة من 6 أشخاص من الجنسية الباكستانية مخالفين لنظام الإقامة ولا يحملون هويات، إضافة إلى 3 نساء إندونيسيات مخالفات لنظام الإقامة، ويعتمدون في عملهم على مراقبة المواقع المستهدفة بعد التأكد من خلوها من ساكنيها ومن ثم يتولى رئيس العصابة البالغ من العمر 70 عاما ويدعى "نوري" عملية التخطيط للسرقة من خلال توجيه الحراس ومساندة السيدات لهم في كل عملية يتم تنفيذها، إضافة إلى اعتماد العصابة على حراس آخرين وعاملات منزليات من مخالفي نظام الإقامة بتزويدهم بالمعلومات عن المنازل وما تحتويه وفترات خلوها من ساكنيها. وأوضح المتحدث الرسمي في شرطة جدة الملازم أول نواف البوق إلى "الوطن" أن العصابة كانت تعتمد في عملها على حراس هذه المواقع في اقتحامها عن طريق نوافذ دورات المياه، حيث يتم الدخول منها وسرقة ما بالمنازل من مجوهرات وساعات وأجهزة كمبيوتر محمول ومبالغ مالية وغيرها من المواد خفيفة الحمل وغالية الثمن. وأضاف أن العصابة كانت تعتمد على النساء ال3 في عمليات التغطية داخل المواقع المستهدفة، إضافة لمناولتهم للمسروقات لهن من داخل الشقق أو الفلل كون قدومهن يتم على أنهن يعملن كخادمات فيها، إضافة إلى الاستعانة بهن في بيع قطع الذهب على بني جلدتهن وكذلك الأشياء الخفيفة مثل الجوالات وأجهزة الكمبيوتر المحمول. وأكد أنه بضبط العصابة بعد متابعة من قبل فريق متخصص في عمليات السرقة، وبعد توافر معلومات لتشابه حالات عدة بأحياء محددة استهدفتها العصابة وتطابقت فيها طريقة السرقة تم تدوين اعترافات العصابة بتنفيذ 35 حالة سرقة، إضافة إلى اعتراف زعيمهم "نوري" بإرسال المسروقات لدولة باكستان عن طريق شحن 6 حقائب مما أضطر شرطة جدة لتكوين فريق عمل توجه لباكستان بعد شحن الحقائب بيومين، حيث تم إعداد كمين من خلال الاتصال بالأشخاص المخولين باستلام الحقائب من قبل رئيس العصابة وإبلاغهم أن الحقائب لن تصل قبل أسبوعين جراء خلل في عمليات الإرسال حدث من قبل الشركة الشاحنة، وتسنى للفريق الأمني الوصول لباكستان محملا بالوثائق الرسمية التي تم من خلالها استلام الحقائب، حيث تمت استعادة المسروقات من مجوهرات وألماس وساعات ثمينة تبلغ قيمة البعض منها قرابة 300 ألف ريال، مؤكدا أن قيمة المسروقات مجتمعة بكافة الحقائب تصل إلى مليوني ريال. وأشار إلى أنه تمت إعادة كافة المسروقات لأصحابها بعد تعرفهم عليها من خلال محاضر البلاغات التي أدلوا بها أثناء تعرضهم للسرقة، وكان من بينهم عضو هيئة تدريس بجامعة الملك عبدالعزيز تعرض لسرقة جهاز ترفيهي من نوع "بلاي ستيشن" ثلاثي الأبعاد جلبه من بريطانيا تقدر قيمته بحوالي 12 ألف ريال. واختتم البوق حديثه باعتماد العصابات في عملها على التنظيم وتبادل الأدوار في مراقبة المواقع والتأكد من خلوها تماما، حيث تمتد هذه المراقبة لفترة طويلة وعادة ما تسكن العصابات في حي واحد حتى تسهل عليها عملية المراقبة كونها تقوم على العمل المنظم. وقال إن أفراد العصابة ممن يطلق عليهم كلمة "متعلم"، كاشفا سر الكلمة في وصفه للجناة من خلال محاضر الضبط بأنها دلالة على أن هناك عصابات تعمل بنظام وتأتي للبلد لتنفيذ جرائم مدروسة ومخططة، مشيرا إلى إفشال شرطة جدة لعدد من الجرائم المشابهة وبطرق أكثر تعقيداً، محذرا من تشغيل عمالة لا تحمل إقامات نظامية في المنازل مما قد يتسبب في حدوث مثل هذه الجرائم وتفعيل دور المواطن باعتباره رجل الأمن الأول داخل منزله وخارجه لتكتمل بذلك منظومة العملية الأمنية.