نحن أمام جهاز خطير للغاية فهو يقدم وجبات دسمة للإصلاح، وللتطور وإحداث تغير للأحسن لجيلنا ولرجال المستقبل، أو دسمة والعياذ بالله مليئة بالسموم وسيئة جدا للجيل الذي يتلقف كل شيء الغث والسمين وما نرسخه بعقول الأجيال الشابة إن كان جيدا أو سيئا ستنعكس آثاره على المتلقي الذي ينتظر منه أن يكون عماد مستقبل هذه الأمة. هذا الجهاز خطير وأخطر مما قد يتصوره العقل، أنظر إلى ما وصلنا إليه من بث أفكار مازلنا ننزف منها كالإرهاب الذي أوصل قضيتنا الكبرى إلى الحضيض، وبمقولة يقولها أعداؤنا عنا تقول أقتل وأقتل وخذ حقك لا بالحجة ولكن بالقتل، التلفزة هي سلاح بأيدي رجال مهمتهم الآن زيادة أرباح مالكي المحطات، ولم تراع الله ولا قضايانا من مسلسلات عديمة الفائدة تعتمد على جمال الممثلات ووسامة الممثلين حتى أصبحت المقارنة عند بعض الرجال قليلي الحيلة الذين تبهرهم الصور التي لو أزيلت الأصباغ عنهن لحلفت بالله بأن هذه الصورة ليست لهن. أنا الآن أتوجه لمالكي التلفزيون، وأقول لهم أتقوا الله فأنتم تبثون 24 ساعة على مدار السنة ونصيب تعاليم ديننا الحنيف للأسف 2% إذا ما هو 1% ونصيب الثقافة والتاريخ أقل من .05% أهكذا تتوقعون بأن أجيالنا ستكون أفضل بالمستقبل. أنظروا لما فعل اليهود الصهاينة بإعلام وتلفزيونات الغرب، وجهوها لمصالحهم ومدح ديمقراطيتهم حتى أصبح الغرب يتغنى بواحة الديمقراطية، ولن أزيد وإنه يجب عليهم المحافظة على هذه الديمقراطية بكل ما أوتوا من قوة، أما نحن فمازالت تلفزيوناتنا، وإعلامنا غارقين بفتات ما يرمى من العبث والتقليد الأعمى، وتتلقف ما يلفظه الغرب، وما يريد أن يوصل لنا من ثقافة عبثت بالفضيلة عندهم وتركتنا نقتات على فتاتهم وغيبت أمة وجيلا ومازال ونحن أمة أعزها الله بالإسلام حكمت قرونا وأثرت مكتبات العالم بالبحوث في مجالات الطب والهندسة والعلوم والرياضيات ومازال الغرب يعيرنا بالجمل والصحراء القاحلة، واليوم عندما تتفاخر الأمم بعدد علمائها وما صنعت يتفاخر الجيل الصاعد الذي ضيعتم بأنه يعرف كل الممثلين والممثلات والفنانين والفنانات وبأنه يعرف الرقص بأنواعه وأن الحياة فلة.