التطوير في التعليم ضرورة لا يمكن التهاون بها أو تأجيلها لأن العالم يتقدم ويتطور في كل لحظة ونحن ما زلنا للأسف نقف في نفس المكان منذ عقود،فالخوف والتردد من التطوير لن يفيدنا بشيء لكن على العكس سيخلق جيلا خائفا مترددا يقف في نفس المكان الذي كنا فيه دون أن يتقدم خطوة واحدة هذا إذا لم يتراجع إلى الوراء، جميعنا مررنا بهذا التعليم ونعلم علم اليقين ضعف وهشاشة أسلوبه ومحتواه مقارنة بغالبية دول العالم وبعض دول الجوار خصوصا،وبما أننا نعترف بهذا الفشل الذريع في أهم المجالات لدينا فليس هناك أي داع للتردد لأنه ليس لدينا شيء يمكن أن نخاف عليه، الجبناء وحدهم هم من يخافون التطور والتغيير فيحاولون خلق الأعذار والمبررات وإقحام الدين أو أي شيء قد يخدم هذا التردد لأن هرمون القلق المتزايد بداخلهم يصور لهم أسوأ الاحتمالات وأسوأ النتائج فيفضلون السكون وعدم الإقدام على الرغم من علمهم بالخسائر المترتبة على عدم إقدامهم ولكنها أهون لديهم من النتائج المتخيلة بسبب قلقهم المفرط. لو أن العالم قبل قرن أو قرنين من الزمان استسلم لمثل هذه العقول الخائفة الوجلة لما رأينا ما نراه اليوم من تقدم وتكنولوجيا لا يمكن أن يتصورها عقل شخص عاش في ذلك الزمن ولو كان صاحب خيال خصب ومتفائل إلى أبعد الحدود. قد نعذر الغرب لو ترددوا في تقدمهم إلى الإمام لأنه لم يسبقهم أي تجربة قد توحي إليهم بإمكانية النجاح،ولكن نحن من يلتمس لنا عذرا أمام الأجيال القادمة والتجارب قد سبقتنا بالمئات وبعضها أقرب إلينا من حبل الوريد في بعض دول الخليج. لا نريد أن نفرض على أحد تعليما لا يراه مناسبا لأبنائه ولكن بنفس الوقت لا نريد أيضاً أن يفرض علينا أحد تعليما لا نراه مناسبا لأبنائنا. لماذا لا يكون هناك مسارات للتعليم من المراحل الأولية كما يحدث في الثانوي شرعي أو علمي فيختار الأب ما يراه مناسبا لابنه أو ابنته ،فأنا لا أريد أن يتم حشو عقل طفلي المسكين بخمسة كتب لغة عربية وخمسة كتب شرعية وكأنه سيتخرج قاضيا أو فقيها بعد المرحلة الابتدائية،كل شيء إذا زاد عن حده انقلب ضده حتى العبادة يجب عدم المبالغة فيها وإلا أصبحت مكروهه إذا منعت الإنسان من تأدية واجباته الدنيوية. مع المحافظة على قيمنا ومبادئنا نريد أن نعلم أبناءنا كيف يفكرون ويبدعون ويبتكرون ، نريد جيلا مفكرا مبدعا مبتكرا لا جيلا حافظا مرددا مترددا.