لحقت الكويت وقطر أمس بالسعودية، والإمارات، والبحرين، بمطالبة رعاياهما الموجودين بلبنان العودة فورا، ومنع رعاياها من التوجه إلى هناك. مشيرة إلى أن الجلسة التي عقدتها الحكومة اللبنانية أول من أمس، لم تكن في مستوى التطلعات الخليجية. وطالبت الدولتان رعاياهما بعدم البقاء في بيروت، إلا في الحالات القصوى. وطالبتاهم بأخذ الحيطة والحذر في تنقلاتهم، وتجنب الأماكن غير الآمنة.وكانت المملكة العربية السعودية دعت أول من أمس جميع مواطنيها إلى عدم السفر إلى لبنان "حرصا على سلامتهم"، وطالبت المقيمين أو الزائرين لهذا البلد "المغادرة وعدم البقاء هناك إلا للضرورة القصوى"، كما أعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في دولة الإمارات العربية المتحدة، منع سفر مواطنيها إلى لبنان، وقيامها بتخفيض بعثتها الدبلوماسية في بيروت إلى "حدها الأدنى". وحذت مملكة البحرين الطريق نفسه، وطالبت مواطنيها "بعدم السفر نهائيا إلى لبنان، والموجودين بها بضرورة المغادرة فورا، حرصا على سلامتهم". يأتي ذلك على خلفية ما أعلنته الرياض الجمعة الماضي بإيقاف مساعداتها المقررة لتسليح الجيش اللبناني عن طريق فرنسا، وقدرها ثلاثة مليارات دولار أميركي، إلى جانب إيقاف ما تبقى من مساعدة المملكة المقررة بمليار دولار أميركي، المخصصة لقوى الأمن الداخلي في لبنان.
لا للمواقف الرمادية فيما كانت الحكومة اللبنانية قررت أن يجري رئيسها تمام سلام الاتصالات اللازمة مع قادة المملكة ودول مجلس التعاون، تمهيدا لقيامه بزيارتها مع وفد وزاري، بهدف تصويب العلاقة وإزالة أي شوائب ظهرت في الآونة الأخيرة"، قال النائب في البرلمان اللبناني عن تيار المستقبل، معين مرعبي، إنه لم يتوقع أن يكون البيان الوزاري لمجلس الوزراء فيما يتعلق بالعلاقات اللبنانية الخليجية أكثر من ذلك، بسبب الشروط التي يفرضها حزب الله على الحكومة. وأضاف مرعبي "للأسف إيران وحزب الله اختطفا لبنان من السياق العربي، الذي كان يجب أن يدعم العرب الذين وقفوا إلى جواره منذ الاستقلال حتى الآن، مشيرا إلى أن بيروت باتت تساند طهران وتدعم إرادتها وأهدافها وخططها، بسبب حليفها حزب الله الذي يضغط على الدولة والحكومة اللبنانية بواسطة ما يملكه من أسلحة. وقال مرعبي "كان من المفترض إعلان الحكومة اللبنانية إدانتها للأعمال الإرهابية التي ارتكبت بحق البعثة الدبلوماسية السعودية في إيران، إلا أنها للأسف ظهرت عاجزة حتى عن ذلك، وطالب الحكومة بحسم أمرها بالوقوف إلى جانب المحور السعودي العربي حيث لا مكان للمواقف الرمادية. وأضاف أنه يجب على لبنان أن يكون وفيا للدول العربية التي تحتضن أكثر من نصف مليون لبناني يعملون على أراضيها، وللمملكة التي وقفت إلى جانبه وساندته في أزماته، بدءا من رعاية اتفاق الطائف، وصولا إلى مساهمتها في مشاريع اقتصادية وسياسية واجتماعية كبرى.
مساندة الرياض أعرب أمين سر حركة التجدد الديموقراطي، أنطوان حداد، عن تخوفه من تأثر لبنان من نتائج المواقف الخليجية، إزاء ما وصفه خطأ الموقف اللبناني بحق المملكة، بعد تعرض بعثاتها الديبلوماسية للاعتداءات. وشدد على ضرورة اتخاذ لبنان موقف إيجابي واضح تجاه المملكة، ودون هذا الموقف ستحدث عواقب ضارة بالاقتصاد اللبناني. وللأسف تقاعس وزير الخارجية جبران باسيل عن إدانة الاعتداءات الإيرانية مرتين في جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، وهذا بطبيعة الحال غير مقبول بالنسبة للسعودية التي لم تتوان يوما عن دعم لبنان في الداخل والخارج. ويرى حداد أن الجميع انخرط في النزاع المفتوح في المنطقة، مؤكدا على استحالة أن يكون لبنان ولاية إيرانية كما فعلت مع العراق، إلا أن طهران تضغط باستعمال حلفائها في لبنان لتحقيق هذا الأمر. عسيري يدعو الحكومة لمعالجة أخطائها بشجاعة دعا سفير المملكة في بيروت علي عواض عسيري، الحكومة اللبنانية إلى معالجة الأخطاء التي ارتكبتها "جهة معينة في الحكومة"، بحكمة وشجاعة. واتهم عسيري في تصريحات صحفية أمس، أحد كبار المسؤولين في الحكومة اللبنانية، بارتكاب "خطأين بشكل متتالٍ تجاه المملكة"، مضيفا أن ذلك أزعج المملكة. وكان عسيري أشار بوضوح إلى امتناع وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل، عن التصويت لمصلحة بيانين صدرا عن اجتماعين لجامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي في يناير الماضي، لإدانة الاعتداء على بعثات دبلوماسية سعودية في إيران. على صعيد متصل، تسلم عسيري أمس من رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام القريب، رسالة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. ورفض عسيري الكشف عن مضمون الرسالة، لكنه قال إن سلام "عبر فيها عن همومه، وطلب مني نقل مضمونها نصا وجوهرا إلى قيادتي". وعد السفير السعودي أن ما قامت به الحكومة اللبنانية "لم يكن كافيا وشافيا عن موقف لبنان في المحافل الدولية تجاه المملكة"، مضيفا "هذا البلد يرتبط بعلاقة وثيقة وتاريخية مع المملكة، وبالتالي كنا نتوقع منه أفضل من ذلك".