بدأ الفنان التشكيلي فهد محمد النعيمة يرسم بأقلام الرصاص عندما كان بالمرحلة الابتدائية، وفي المرحلة المتوسطة تعرف من خلال دروس التربية الفنية على تقنيات ألوان الماء وألوان الباستيل، ويتذكر النعيمة المولود في الرياض عام 1979م، جيداً معلم التربية الفنية عبد الله العيسى الذي كان له الدور الكبير في توجيهه عن طريق تمرير رسوماته على بقية المعلمين الذين تعرفوا على فنه وزادوا من تحفيزه. النعيمة استاء كثيراً عندما انتقل للمرحلة الثانوية ولم تكن التربية الفنية ضمن مواد هذه المرحلة الأمر الذي جعله يبحث عن مصادر أخرى للمعرفة. العام 1416 شهد ولادة أول لوحة تشكيلية نفذها بألوان الزيت، وهي ألوان كان قد أهداها له عمه المقدم ثامر النعيمة بعد عودته من فرنسا، ومعها كتاب يحتوي على مجموعة من لوحات الأمير خالد الفيصل تمثل خيولاً ومناظر طبيعية فتأثر بها في بداياته الفنية وأخذ يضاهيها مستخدماً ألوان الزيت. وبعد أن رسم الطبيعة وما يرتبط بها من عمارة تقليدية، وشخوص تظهر واضحة في بعض أعماله، انتقل إلى رسم الخيل في كثير من الأوضاع. أما تجاربه الأخيرة فتعكس مدى ولعه الشديد بتجريد الأشياء تجريداً موسيقياً ، فخطوطه وان كانت حادة نوعاً ما نجدها تتناغم مع مساحاته وألوانه لتعزف سيمفونية حالمة. وعلى الرغم من أن لوحاته "المسندية" ذات بعدين إلا أننا نستشعر العمق والشفافية في كثير منها، أما الإيقاع فيتجلى في ما يضيفه على نصوصه البصرية من خطوط ومساحات جريئة مستخدماً أقلام الشمع. وبعد أن أحس النعيمة بأن أعماله مؤهلة للمشاركة في المعارض شارك في أول معرض تشكيلي يقيمه نادي "البطين" الرياضي في مسقط رأسه بلدة "ضرماء"، واستحق على هذه المشاركة أول شهادة شكر، وأول مبلغ مالي يتحصل عليه وكان عبارة عن مبلغ 100 ريال لا يزال يحتفظ به في خزانته حتى وقتنا الحاضر. ثم توالت مشاركاته في كثير من المعارض الداخلية والخارجية أهمها: معرض 2004 لصقاري الإمارات، ومسابقة الوعلان التشكيلية، ومسابقة السفير التشكيلية، ومعرض التراث الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية" 2003، ومعرض الفن السعودي المعاصر العشرون، ومعرض "روابط" السعودي السوري المشترك، ومعرض الفنون بجامعة العين في الإمارات 2001، ومثل المملكة في المعرض الدوري التاسع للفنون التشكيلية والخط العربي الذي أقيم في مملكة البحرين 2009. وكان حصيلة هذه المشاركات فوزه بجوائز الوعلان التشكيلية، وجوائز أخرى. أما قصته مع المقتنيات فبدأت في المرحلة المتوسطة بعد أن اقتنت عمته إحدى لوحاته بمبلغ 50 ريالاً تشجيعاً له، واليوم تقتنى أعماله بأكثر من 5 آلاف ريال للعمل الواحد، فتوزعت أعماله بين: وزارة التعليم العالي، وشركة الاتصالات السعودية، والبنك السعودي الفرنسي، والبنك السعودي الأمريكي، والسفارة السعودية في كندا وفي النمسا.