فيما ألقى رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري، خلال زيارته بيروت للمشاركة في الذكرى الحادية عشرة لاغتيال والده، الضوء على حال البلاد التي تشهد شغورا رئاسيا منذ 21 شهرا، محملا حزب الله المسؤولية، كشف المحلل السياسي سيمون أبوفاضل في حديث إلى "الوطن" أن خطاب الحريري أظهر وجود محورين أساسيين في لبنان، أولهما يمثله تيار المستقبل والثاني يقوده حزب الله. وأكد أبوفاضل أن خطاب رئيس الوزراء السابق كرّس حالة توازن القوى بين هذين الفريقين، وتحول البرود بينهما إلى حوار قوي عالي السقف، مما قد يدفع لاحقا إلى تفعيل التفاوض بين الفريقين تحت رعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري، حسب قوله. وأضاف "عودة الحريري إلى لبنان أعادت الحركة إلى المياه الراكدة في الملف الرئاسي، فوجوده سيؤدي إلى تفعيل التواصل مع حزب الله والعماد ميشال عون وسمير جعجع، رغم الخلافات الراهنة"، آملا أن يكون لهذا الأمر بعد إيجابي على كل القوى السياسية سواء فريق الثامن أو 14 آذار. تحريك المياه الراكدة ذهب أبوفاضل إلى أن الحريري على يقين باستحالة إجراء الانتخابات الرئاسية حاليا، بسبب ممانعة حزب الله، لكنه أشار إلى أن خطابه حرص على المسيحيين، وأظهر رغبته في فتح الباب لانتخاب رئيس وسطي، مستعرضا الظروف التي دفعته إلى تبني ترشيح النائب سليمان فرنجية. وتابع "هذا يعني أن تيار المستقبل سيشارك في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية البرلمانية المحددة يوم الثاني من مارس، وخطابه الأخير يؤكد جدية ترشيحه فرنجية"، متوقعا أن يقود الحريري بنفسه معركة الانتخابات الرئاسية في مجلس النواب الشهر المقبل، من أجل كسر الفراغ وإدخال لبنان في مرحلة إعادة تنظيم المؤسسات". رفض التدخل الإيراني كان الحريري قال في خطابه بمناسبة ذكرى اغتيال والده "نحن عند التزامنا وعندما نعطي التزاما نسير فيه حتى النهاية. نحن صادقون نريد رئيسا للجمهورية ونريد أن نتخلص من الفراغ ودفعنا الثمن داخليا وخارجيا، وأقول للآخرين: تفضّلوا إلى مجلس النواب وانتخبوا رئيسا، إلا إذا كان مرشحكم الحقيقي هو الفراغ". وأضاف "لن نسمح لأحد بجر لبنان إلى خانة العداء للسعودية ولأشقائه العرب. لن يكون لبنان تحت أي ظرف من الظروف ولاية إيرانية. نحن عرب، وعربا سنبقى".