فيما طالبت لجنة حقوق الطفل في الأممالمتحدة، النظام الإيراني بوقف فوري للانتهاکات الإنسانية ضد القاصرين، أوضح نائب رئيس المنظمة الأوروبية الأحوازية لحقوق الإنسان، طه الياسين، في تصريح إلى "الوطن" أن نسبة الأطفال الذين يقبعون في السجون الإيرانية تصل إلى 20 %، مشيرا إلى أن عددهم يبلغ خمسة آلاف طفل، يواجهون التعذيب. وأشار الياسين إلى أن أطفال السجون بإيران يواجهون الحبس الانفرادي في مساحات ضيقة، والضرب المبرح، والتهديد بالقتل، إضافة إلى حرمانهم من الرعاية الصحية، لافتا إلى وجود سجون تابعة للاستخبارات الإيرانية بالأحواز، ومنها سجن "سباه شيشم"، الذي يديره الحرس الثوري، ويمارس فيه أبشع أنواع التعذيب، بعيدا عن الأنظار. معوقات وردا على سؤال عن مدى تواصل المنظمة مع الجهات الحقوقية الدولية، أوضح الياسين أن هناك الكثير من المعوقات التي تحد من تحركاتهم أو تعرقل مساعيهم، ومنها انتشار اللوبيات الإيرانية في كثير من المؤسسات الغربية الرسمية والمدنية، وضغط النظام على دول لديهما مصالح مشتركة. وأضاف "من المعوقات أيضا التجاهل العربي لشعبنا المضطهد وعدم الوقوف إلى جانبنا، كما أنه لا يوجد لنا مكاتب لدى الدول الشقيقة، إضافة إلى عدم وجود مصدر تمويل لأنشطتنا وتحركاتنا". أحكام إعدام يأتي ذلك في وقت ينتظر نحو 160 طفلا في إيران، تنفيذ حكم الإعدام عليهم، وفقا للمقرر الخاص لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة، الدكتور أحمد شهيد. وفي تعليق على هذا الحدث، قال الياسين "هذا أمر أثار مخاوفنا نحن في المنظمة الأوروبية الأحوازية لحقوق الإنسان، لأننا نعرف بشكل جيد عقلية هذا النظام الذي لا يعير أي اهتمام لحقوق الطفل، ولا لحقوق الإنسان"، مشيرا إلى أن طهران التي شردت وقتلت الناس ودمرت المنازل في سورية والعراق واليمن، لا يُنتظر منها الاهتمام بحقوق الطفل والإنسان. إحصاءات وأرقام ورغم إفادة رئيس السجون الإيرانية، أصغر جهانجيري أن نسبة الأطفال في السجون تبلغ 20 %، فإن الياسين أكد أن النظام لا يكشف الأرقام الحقيقية للانتهاكات، مقدرا عدد الأحوازيين من الأطفال المعتقلين بنحو خمسة آلاف طفل، إضافة إلى استشهاد آخرين على أيدي ورصاص النظام. وذكر الياسين أن دور منظمته يقتصر على الجانب الإنساني وتتبع الانتهاكات وكشفها من خلال الاقتراب من السجناء والوقوف على أحوالهم، مؤكدا أن المنظمة وثقت حالات كثيرة في هذا الصدد واستمعت إلى روايات العديد من المعتقلين الذين تعرضوا للتعذيب النفسي والجسدي. وتابع "الاحتلال لا يفرق بين طفل وامرأة ورجل، ولا عجب أن يتعرض الأطفال هنا إلى كم هائل من الألم نتيجة الظلم الذي يواجهونه، وحالهم في ذلك كغيرهم من فئات المجتمع الأخرى، ولكن بسبب أعمارهم الصغيرة وعدم اكتمال نموهم العقلي والجسدي وضعت قوانين عديدة لحمايتهم من العنف، سواء السجن أو التعذيب أو غيرها من حالات الإجرام التي ترتكبها عادة الكثير من الأنظمة الجائرة.