مع احتمال بدء موجة من إمدادات الغاز الطبيعي الأميركي بالوصول إلى الأسواق العالمية هذا العام، يخشى المستثمرون في قطاع الطاقة أن تكون الشركة الروسية العملاقة "جازبروم" على وشك اتباع سياسة إغراق السوق العالمية بكميات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال في إطار إستراتيجية جديدة لحرب أسعار متوقعة قريبا في سوق الغاز العالمية. قضية غير مربحة يبدو في الظاهر أن حرب أسعار الغاز هي آخر ما تريده روسيا التي تعاني من آثار أسعار النفط المنخفضة، لكن صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية نقلت عن محللين اقتصاديين عالميين قولهم إن مثل هذه الإستراتيجية قد تكون منطقية من الناحية الاقتصادية بالنسبة لشركة "جازبروم" العملاقة، حيث إن أسعار الغاز الطبيعي المنخفضة حاليا في السوق الأوروبية تعني أن بإمكان "جازبروم" أن تخفض الأسعار أكثر بسهولة لدرجة تجعل شحن الغاز الطبيعي المسال من الولاياتالمتحدة قضية غير مربحة، ومن خلال ذلك تدافع أيضا عن حصتها في السوق في منطقة توفر لها معظم أرباحها. وتعتبر "جازبروم" الشركة المنتجة الرئيسية في العالم التي لديها قدرة احتياطية في سوق الغاز العالمية. وبحسب مسؤولين في "جازبروم" فإن الشركة تملك حوالي 100 مليار متر مكعب من القدرة الإنتاجية الاحتياطية، وهي تساوي تقريبا ربع حجم إنتاجها وحوالي 3 % من حجم الإنتاج العالمي.
مواجهة المخاوف تقول فاينانشال تايمز إن "جازبروم" تواجه مخاوف من خسارة جزء من حصتها في السوق العالمية، بسبب موجة مشاريع الغاز الطبيعي المسال في الولاياتالمتحدة خلال السنوات القليلة الماضية. ومن المتوقع أن يتم شحن أول حمولة من الغاز الطبيعي من الولاياتالمتحدة خلال الشهرين المقبلين، وإجمالي القدرة الإنتاجية التي يتم إنشاؤها تساوي ثلثي صادرات "جازبروم" إلى أوروبا. ومما يشجع شركة الغاز الروسية العملاقة على الدخول في حرب أسعار أن تكلفة إنتاج الغاز لديها هي الأقل عالميا. وتقول الصحيفة البريطانية إن تكلفة توصيل الغاز الطبيعي المسال على "جازبروم" إلى ألمانيا هو 3.5 دولارات لكل وحدة حرارية بريطانية، مقارنة مع 4.3 دولارات على الغاز الأميركي. إذا جمعنا كل هذه الحقائق معا فإننا سنجد أن من المنطقي أن تقوم شركة الغاز الروسية بدفع الأسعار للانخفاض لمنع الغاز الطبيعي المسال الأميركي من دخول السوق الأوروبية. وتقول مصادر قريبة من "جازبروم" إن الشركة قد درست بالفعل الجوانب الاقتصادية لهذه المسألة، وهي تدرس مسألة حرب الأسعار حاليا.