اضطرت النقابة العامة للسيارات إلى تمديد القبول في وظائف السائقين إلى منتصف الشهر الحالي، حرصا منها على تشجيع الشباب السعودي على الاستفادة من وظائف النقل الموسمية. وأوضح أمين عام هيئة النقابة ورئيس لجنة سعودة وظائف النقل مروان زبيدي أن النقابة أعلنت عن توفر 25 ألف وظيفة في مجال نقل الحجاج، وطلبت شغلها بالشباب السعودي وقدمت رواتب جيدة قدرها ثلاثة آلاف شهريا للشباب الراغب في العمل إضافة إلى المميزات الأخرى، ولكن الإقبال من الشباب السعودي كان ضعيفا مع شديد الأسف. وأشار الزبيدي إلى أن الدولة وحرصا منها على تشجيع أبناء الوطن على العمل في مجال النقل، صدر قرار من مجلس الوزراء قبل سنوات يسمح لموظفي الدولة العاملين في الوظائف المدنية، والذين هم من المراتب الخامسة فما دون بالعمل في وظائف النقل والحصول على إجازات من أعمالهم، ولكن مازال الإقبال ضعيفا على هذه الوظائف. وبين أمين هيئة النقابة أن المتقدمين إلى الآن لم يتجاوز عددهم ألف ومائتي شاب وسيتم منح الشركات تأشيرات لاستقدام سائقين من خارج المملكة للعمل في مجال النقل، مشيرا إلى أن شركات النقل تدفع سنويا أكثر من(150) مليون ريال كرواتب للسائقين الأجانب، وكان من الأفضل استفادة أبناء الوطن من هذه الوظائف. وأشار زبيدي إلى أن عددا من الشباب يجدون صعوبة في العمل في هذا المجال لأن قيادة الحافلات الكبيرة في موسم الحج وفي ظل زحام المركبات والانتظار لساعات طوال أمر فيه مشقة كبيرة. وأوضح الشاب وليد آل بيعلاء أن العمل في قيادة الحافلات خلال موسم الحج لا يتناسب مع طبيعة الشاب السعودي، وهذه الوظائف من المفترض أن تخصص للمواطنين الذين يعملون في قيادة حافلات نقل طالبات المدارس وطالبات الجامعات لأن هؤلاء السائقين لديهم خبرة ودراية في مجال النقل، وهم الذين يستطيعون العمل في هذه الوظائف. وأبان الشاب خالد محمد بن لدعر أن الشاب السعودي يتخوف كثيرا من قيادة الحافلات وخاصة بين مكة والمدينة ومكةوجدة خشية وقوع حوادث مرورية يروح ضحيتها أرواح عديدة إضافة إلى أن هذه الوظائف فيها تعب وتحتاج خبرة كبيرة في قيادة الحافلات الكبيرة حفاظا على سلامة الحجاج. وأبان إسماعيل الغامدي أن شركات النقل تطالب الشاب بالعمل أكثر من عشر ساعات متواصلة وقد تزيد في أوقات الذروة، إضافة إلى أن الراتب الشهري لايوازي حجم العمل، فشركات النقل تحصل على مئات الآلاف من الريالات ولاتدفع للسائقين إلا الشيء القليل. وأشار وكيل عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج الدكتور محمد إدريس إلى أن المعهد سبق أن أجرى دراسة عن أسباب عزوف الشباب السعودي عن وظائف النقل، وتبين أن هناك أسبابا عائدة للشباب أنفسهم وأخرى للشركات وتم طرح العديد من التوصيات وسيتم رفعها للجهات المختصة.