تعطي بعض الأمهات أطفالهن حبوبا منومة للتخلص من صراخ الطفل الرضيع ذي السبعة أشهر، أو ضجيج إخوانه الذين لم تتجاوز أعمارهم الخامسة والسادسة، وقد انتشرت هذه النصيحة مؤخرا بين بعض الأمهات في المجالس وأماكن العمل النسائية من بعض من جربن تلك الأدوية أثناء احتياجهن للراحة، أو التخلص من ضجيج الأطفال اللامنقطع في المنزل أو حتى لدى الناس، وفي السفر والرحلات. في محاولة منهن لإيجاد حل لشقاوة الأطفال وحركتهم المزعجة للبعض، إلا أن هؤلاء الأمهات لا يدركن الأثر السلبي لإعطاء الأطفال تلك الأدوية دون حاجة مرضية، وبكميات غير خاضعة لاستشارة طبية. تقول أم رؤى إنها اضطرت يوما ما لتنفيذ تلك النصيحة من إحدى زميلاتها في العمل، حيث تعمل معلمة، وتعود إلى المنزل في ساعة متأخرة من الظهيرة، وتحتاج أن ترتاح، إلا أن أطفالها الخمسة الذين لم يتجاوز عمر أكبرهم التاسعة لا يتركون لها مجالا للراحة بضجيجهم وصراخهم ومتطلباتهم التي لا تنتهي، فقامت بإعطائهم جرعة بسيطة من علاج "فلوكير" وهو يستخدم للزكام ونوبات البرد إلا أن من تأثيره النوم. وبحثت هدى علي من خلال منتديات أسرية واستشارية عن حل لشقاوة أطفالها خلال السفر، حيث ستقطع هي وزوجها وأطفالهما مسافة كبيرة عبر البر، وتريد شيئا يخلصها من إزعاجهم، فنصحتها بعض السيدات في تلك المنتديات بإعطائهم 2 ونصف ملم من دواء "رينوفيد" أو "الهستوب" أو "الهستاين" المستخدم للحساسية، وهي في مجملها أدوية ذات أثر تنويمي. وأكدت هدى أن الزوجة التي تشتكي من عصبية زوجها، خاصة الذي يلقي اللوم عليها دوما حين يثير أطفالهما الضجة والإزعاج في المكان، تضطر للبحث عن حل يريحها من لومه المتكرر عليها، وإشارته الدائمة لها بأن تجد حلا لهذا الضجيج وكأنها المتسببة فيه. كما اعترفت الأم عبير قاسم باشتراكها هي وزوجها في تدبير حيلة لتنويم طفليهما يوم عيد زواجهما ليحتفلا بعيدا عن الضجيج، وليتمكنا من الخروج لفندق أو مطعم، ومن ثم العودة مطمئنين على طفليهما، فذهبا للصيدلية، وأعطاهما الصيدلي "بندول نايت"، حيث قاما بإعطائه للطفلين، وقضيا ليلتهما في هدوء بعيدا عن ضوضاء وشقاوة الأطفال. ومن جانبه أكد أخصائي طب الأطفال بمركز "داوني" الطبي بأبها الدكتور عاطف السنهوتي ل"الوطن" أن "لجوء الوالدين لإعطاء أطفالهما أدوية منومة للتخلص من إزعاجهم خطأ كبير، فتلك الأدوية غالبا ما يكون لها أثر سلبي على الجهاز العصبي للطفل، فهي ضمن الأدوية المهدئة التي تستخدم لتسكين ألم أو التهدئة منه، وحين تؤخذ بكميات غير خاضعة لاستشارة طبية، وبلا سبب مرضي خاصة للطفل تكون ذات تأثير سلبي على جهاز الطفل العصبي، بالإضافة إلى تحول استخدامها بعد وقت إلى إدمان، فيصبح الطفل مع تكرر استخدامها غير قادر على النوم إلا بعد تناولها". ونصح الدكتور السنهوتي الآباء والأمهات الذين يعانون من زيادة الشقاوة أو الحركة والنشاط الزائد لدى أطفالهم، بالبحث عن سبب ذلك أولا فقد يكون السبب مرضيا، أما في حال التأكد أن ذلك من طبيعة الطفل، ولتنفيس طاقته، فيوجد العديد من السبل التي بالإمكان تنفيذها، دون اللجوء للأدوية المنومة مثل منعهم من النوم في النهار، وتوفير ما يساعدهم على الاستيقاظ طوال فترة النهار كالتلفاز والألعاب وغيرها، حيث يأتي الليل وهم في حاجة للنوم.