لواء/ سعد حسن الجباري إن ذكرى البيعة الأولى لخادم الحرمين الشريفين ملك الحزم والعزم سلمان بن عبدالعزيز تعد مناسبة عظيمة، يتجدد فيها الولاء والوفاء والحب والتضحية لهذا القائد العظيم والملك المحبوب أمد الله في عمره وأيده بقوته ونصره، حيث لم يألُ جهداً حفظه الله في بذل وتسخير جميع الإمكانات لخدمة وطنه وشعبه على كافة الصعد والمستويات، وبلادنا المباركة تزهو بأمنها وأمانها، وتفخر بما قدمته لشعبها ووطنها من إنجازات، اتسمت بعزم وحزم ونفاذ بصيرة وسعة أفق. ذلك أن خادم الحرمين الشريفين وفقه الله بادر إلى النظر في مصالح شعبه ووطنه وفق رؤية شمولية لا تغفل أي قطاع أو نشاط، فكل ما يخدم الوطن وينهض باقتصاده ويعلي مكانته ويعود عليه بالنفع والفائدة محل عنايته واهتمامه، ومن هنا اعتُمِدتْ الخطط والميزانيات الأكثر ملاءمة لهذه المرحلة المفصلية التي تشهد منعطفات غير مسبوقة على مملكتنا الحبيبة، حيث رُسِمتْ السياسات التي تكفل المحافظة على متانة الاقتصاد وتعزيزه، وتحافظ على مكتسبات الوطن والمواطن وتراعي مصالحه ورفاهيته. كما لا ننسى في مثل هذه الذكرى الخالدة النضال العظيم والجهد المتواصل الذي قام به مؤسس هذا الكيان الشامخ ليوحد أبناء الشعب في مختلف أرجاء البلاد على كلمة التوحيد قبل أن يوحد أراضيها، معلناً بذلك أن هذه الدولة قائمة على منهج الشريعة وسنة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، ويخلفه في ذلك أبناؤه البررة من بعده على ذات المنهج رحمهم الله جميعا حتى وصلت الأمانة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان أمد الله في عمره وأيده بقوته ونصره. بيعة عزم وحزم يجددها شعبك يا سلمان، وبالولاء والوفاء يعاهدونك على السمع والطاعة لنؤكد للعالم بأسره الصورة المزهرة، لوطن الشموخ والعز، وما سطرته مسيرته عبر قرون من الزمن من إنجازات تذكر فتشكر على مختلف الأصعدة الحضارية والعلمية والثقافية والأمنية والاقتصادية وغيرها، حتى تبوأت المملكة بفضل الله تعالى ثم برجالها البواسل مكانةً مرموقة إقليمياً وعالمياً. ونحمد الله ونشكره أننا نعيش حاضرا مشرفاً لم يألُ فيه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله جهداً في مكافحة الإرهاب واجتثاث منابعه، وترسيخ مفهوم الأمن الشامل وإيجابياته، وإرساء الأسس التي من شأنها الحفاظ على الهويتين الإسلامية والعربية للمملكة، كما امتدت أياديه البيضاء الوفية لتعانق الإنسانية وتمدّها بكثير من التشجيع والدعم والمساندة داخل المملكة وخارجها، بل أضحت المملكة في هذه الفترة الزمنية الحاضرة قدوة في مناصرة الحق، ودحر الباطل، وصادقة في مواقفها، بقوة إرادة وحزم لا يقبل المساومة، جاعلة نصب عينيها الموازنة الواعية بين متطلبات البلاد داخلياً، والتزاماتها خارجياً. وما أثبته أبناء الشعب السعودي العظيم للعالم بأسره من وفائهم وحبهم ومبايعتهم لملكيهم لهو مفخرة عظيمة، ودحر لكل من أراد سوءا بهذه البلاد، وما نراه اليوم على الحد الجنوبي للمملكة ما هو إلا جزء من هذا الولاء والحب لهذه البلاد المباركة، حيث يذود أبناؤها بدمائهم وأرواحهم للحفاظ على أمنه واستقراره ومقدساته وترابه الطاهر.