شغلت مخالفات صالونات التجميل في الآونة الأخيرة الكثير من الدوائر الحكومية ذات الاهتمام والاختصاص، وتعددت الشكاوى من وجود عاملات مخالفات، تتمثل في وجود عمالة مخالفة غير متخصصات، وليس لهن أية خبرة، إضافة إلى العمل بدون تراخيص واستخدام أدوات غير معقمة وكريمات وشامبوهات منتهية الصلاحية ومجهولة المصدر تسببت في أضرار جسيمة، وفي الوقت الذي انبرت فيه صاحبات تلك المشاغل للدفاع عن أعمالهن ومصدر رزقهن، تبادلت الكثير من الجهات الاتهامات حول المسؤولية في مراقبة تلك الصالونات التي أصبحت داخل دائرة الاهتمام وفي نفس الوقت بقفص الاتهام. "الوطن" تابعت الحوار المجتمعي الدائر حول الصالونات والذي بدأت شرارته الأولى من الملتقى الذي نظمته الغرفة التجارية الصناعية بجدة منذ فترة بحضور نسائي مكثف من سيدات الأعمال ومالكات المشاغل واختصاصيات التجميل وسيدات تضررن من الصالونات، للاطلاع على آخر مستجدات الاشتراطات الجديدة الخاصة بمشاغل تجهيز العرائس. في البداية كشفت مشرفة إدارة الرقابة التجارية بالقسم النسائي بأمانه جدة أماني محمود حمود أن أبرز المخالفات تتمثل في الاشتراطات الصحية، كذلك تدني مستوى النظافة العامة داخل بعض المشاغل التي تتم زيارتها خلال جولات الفرق التفتيشية، إلى جانب ضبط العديد من المستحضرات منتهية الصلاحية ومجهولة المصدر، منوهة إلى أن إجمالي عدد مشاغل تجهيز العرائس بجدة يبلغ 1492 وأن عدد مشاغل الأزياء 174. ومن ناحيته ذكر المتحدث الإعلامي لجوازات منطقة المكرمة الرائد محمد عبد الله الحسين أن الجوزات قامت بالعديد من الحملات التفتيشية بالتعاون مع مكتب العمل والأمانة وجهات أخرى على صالونات التجميل والتفتيش عليها، ويخصنا كجوزات ضبط العاملات غير النظاميات، فنحن يقتصر دورنا على ما يخص نظام الجوازات كالمقيمين بطرق غير نظامية، أما العاملات بغير الكفالة فهذا من اختصاص مكتب العمل. ولخصت إحدى السيدات وتدعى فاتن أمين معاناتها مع أحد الصالونات النسائية بقولها: تعرضت بشرة وجهي لحروق أثناء إجراء عملية التنظيف بالشمع، حيث فوجئت بأن العاملة ليست مدربة ولا تتقن عملها على الإطلاق، مما تسبب لي في حروق عميقة بالوجه، ولم أجد جهة محددة لأتقدم لها بالشكوى بسبب ما أصابني. فيما علقت المدير التنفيذي لمركز السيدة خديجة بنت خويلد الدكتورة بسمة العمير أن المخالفات المرصودة ضد المشاغل، يجب أن تتم معالجتها وفق أسس وقواعد صحية وتنظيمية، وهناك سعي لحصر الاشتراطات الواجبة في كتيب، لتحقيق الشفافية والوضوح، دون إلقاء التهم جزافا أو تبريرها. وأشارت إلى أن لائحة ضبط وإثبات المخالفات البلدية لمشاغل تجهيز العرائس، جاءت بعد ورش عمل واجتماعات عديدة بين الغرفة والأمانة، من أجل تسهيل عملية التفتيش على مراقبي الأمانة، ولتكون الرؤية واضحة للمستثمرين والمستثمرات ولتدارك المشكلات التي تواجههم. وطالبت العمير أمانة جدة بالمزيد من المرونة في التعامل بما يسمح بتنمية هذا القطاع الحيوي الذي يستحوذ على استثمارات تقرب من مليار ريال سنويا. من جهتها أضافت عبير فيصل مالكة صالون ليالي أن من يوجه أصابع الاتهام لصاحبات الصالونات النسائية في احتضان المخالفات لنظام الإقامة والعمل، لابد أولا أن يطالع في الاشتراطات التي وضعها مكتب العمل لاستقدام العاملات. وأكدت أن صاحبات الصالونات حريصات على تطبيق النظام، ومطالبة في نفس الوقت بورش عمل لتأهيل المراقبات اللاتي يقمن بجولات ميدانية على المشاغل وتقنين زياراتهن، وتوضيح نوع المخالفة بشفافية، بالإضافة لضرورة استثناء أيام العطل وأوقات الذروة حتى لا يقع المركز في حرج مع زبائنه. و ذكرت استشاري المدرب الدولي وأخصائية التجميل منال خياط أن صالونات التجميل لا تلام في إيواء العاملات المخالفات بقولها: نحن لدينا في السوق السعودي متسع إلى جانب عدد الصالونات الكبير وحاجة المستهلك واسعة وعدم وجود الكوادر المؤهلة من السعوديات إلا القليل إلى جانب تعقيد الإجراءات التي يفرضها مكتب العمل والعمال في استقدام خبيرات التجميل أو كوفيرات الشعر، واختصاصية البشرة بمؤهلاتها، حيث إن ذلك يتم بالتحايل في استقدامهن بمسميات أخرى.